قال الخبير السياسي في الشأن السوداني محمد أحمد الشائب إن مغزى نقل واشنطن لمفاوضات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة من جوبا إلى الخرطوم يهدف لقطع الطريق أمام الدول التي سماها المتصارعة في الشأن السوداني وتحييدها لتنفرد هي بإدارة الملف لتحقيق السلام الشامل عبر ثلاثة محاور وهي تحقيق الحكم الذاتي والعودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم الأصلية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، وتكييف الاتفاقيات مع سياسات بعيدة المدى للمصالح الغربية ولن تكون لها آثار سالبة علي دول الجوار. وأكد الشائب في تصريح صحافي أن الحديث عن تحقيق سلام شامل في الوقت القريب عبر منبر جوبا كلام يكذبه الواقع السياسي لأن واشنطن لا يمكن أن تعطي وسام شرف لدول فاشلة في تحقيق سلام في السودان الشمال هي عاجزة عن تحقيق السلم والأمن الدوليين في بلادها.
وقال الشائب إن تحذيرات الولايات المتخحدة الأمريكية بخصوص تأخير الدعم الدولي للسودان يجر البلاد نحو العنف، وأن أمام حمدوك خياراً واحداً وهو الخروج من دائرة الصمت وجلباب قوى اعلان الحرية والتغيير ويكون قائد وطني ويقفز في الهواء بالزانة ويدعو كافة القوى السياسية للجلوس في مائدة مستديرة علي قدم المساواة للوصول الي أتفاق وتراضي يخرج البلاد من الاحتقان السياسي ويقود الفترة الانتقالية. وأضاف الشائب أن واشنطن ستظل تلوح بملف الإرهاب لتطبيع العلاقات مع الخرطوم وتمارس في نفس الوقت الضغوطات الاقتصادية والسياسية والحقوقية حتي يصل السودان إلى مرحلة الحيرة والارتباك ويحدث اختلال وانشغال بالنفس في مقابل ثبات تام لأصدقاء السودان.
وحذرت الولايات المتحدة أصدقاء السودان من مغبة تأخير تقديم الدعم المالي للحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك قبل أستفحال الوضع الاقتصادي الذي يجر البلاد للأنزلاق نحو العنف. وكشف موقع “إن بي آر” الأمريكي عن تحركات دولية لدعم خطة الإنعاش الإقتصادي التي أعلنتها الحكومة الانتقالية لتقليل مخاطر الخناق الاقتصادي الذي يؤدي إلي الإحباط والثورات المضادة.