(1)
كل ثائر ضد الظلم وضد الشمولية والديكتاتورية هو مشروع شهيد والمجلس العسكري الانتقالي المكلف بتسليم السلطة للمدنيين وقبل ولادته عرف وعلم جرائتهم وشجاعتهم وإقدامهم وعزمهم على الوصول بثورتهم إلى غياتها الكبرى وإن استخدام القوة المفرطة لن يثنيهم ويجعلهم يتراجعون عن مبادئ الثورة والوفاء للشهداء الذين مضوا فهم قد نزعوا الخوف من قلوبهم وآمنوا بأن الثورة هي مطلب عزيز لا تنازل عنه.
(2)
أيها المجلس العسكري الانتقالي المكلف هل أنت قريب فنناجيك فقد قالوا لك سلم السلطة للمدنيين أم بعيد ففناديك (يا اخي قالوا ليك ارحل) وبارك الله لنا في رحيلك وإذا كانت (أضانك) ثقيلة (شوف ليك زول يشيلها معاك) ولكن يبدو لي أن المجلس العسكري الانتقالي (يتقل في دمو) فهو لا يريد الرحيل والدليل أنه لا يريد الموافقة على أي مبادرة تصل إلى مكتبه الأنيق بل أحسب أنه يريد أن يخرج من هذه الثورة التي لا يماري فيها إلا الذين على ضلال مبين ويريد أن يخرج بأقل الخسائر وأقل خسارة يخرج بها أن يصبح مثل نعامة الملك التي لا تُسأل عما تفعل فالمجلس يريد أن لا يُسأل عما فعل خلال فترة حكمه واليوم المجلس العسكري الانتقالي في وضع مظلم إذا اخرج يده لم يكد يراها فهو مجلس لا يُرجى خيره ولا يؤمن شره والدليل أن بعض أعضاء المجلس العسكري تبدو رسالتهم في الحياة كراهية الخير للشعب السوداني وكلما قال الشعب إنه وصل إلى نهائياته السعيدة تقع مصيبة وغالبا ما تكون مدبرة ونسجت خيوطها بليل مثل فض اعتصام ميدان القيادة أو تقع محنة مثل محنة الانقلاب في الجارة إثيوبيا.
(3)
أيها الناس نريد أن نسألكم: هل يوجد في التاريخ المعاصر شخص يريد أن يصبح مثل هبنقة؟
فتشوا كويس افتحوا عيونك قدر ما تستطيعوا والأفضل استعمال النظارة وعاينوا جيدا في كل الجهات فسترون المجلس العسكري الانتقالي يريد أن يتقمص دور (هبنقه) فلا هو راض بالمبادرة الإثيوبية ولا الأفريقية ويطالب بدمجهما في مبادرة واحدة والله العظيم (وانتو ما طالبني حليفة) أن المجلس العسكري سيرفض كل مبادرة تصل إليه ولو كانت مبرأة من كل عيب ولو كانت مكتوبة بماء الذهب هو يريد أن يكسب مزيدا من الوقت حتى يزيد التصاقا بكرسي السلطة وبكرسي التمكين وذلك عبر استماعه لمستشاريه الذين يحركونه من خلف الستار.
(4)
وهذا المجلس لا يملك قراره ومن لا يملك قراره لا يملك قوته فتراه دائما متذبذبا في مواقفه ووعوده وتراه ينقض غزله إنكاثا وكل ساعة وكل يوم هو في شأن جديد ولكنه الشأن الجديد أسوأ من الذي قبله.
(5)
أيها المجلس العسكري الانتقالي الشعب الثوري هو من أعانك على المجيء وتسلم السلطة وهو أيضا يملك من الوسائل والأساليب التي سيعينك بها على الرحيل عن السلطة فاحذر الشعب الحليم إذا غضب.