دعت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إدارة الرئيس دونالد ترامب لرفع العقوبات عن السودان؛ لأن الوقت قد حان مع دخول جيل جديد من السودانيين للسلطة، وسعيهم لبث حياة جديدة في اقتصاد البلاد المحتضر.
وقالت المجلة: إن الولايات المتحدة تنظر إلى السودان كطفل بغيض وعدو مشترك يمكن للديمقراطيين والجمهوريين الموافقة على معاقبتهم وعزلهم، لسبب وجيه، فيجب إلا ننسى ملايين المدنيين الأبرياء الذين قتلوا في ظل نظام البشير الوحشي، والتجاهل المتعمد لحقوق الإنسان الأساسية، وإيواء أسامة بن لادن قبل هجمات 11 سبتمبر وغيرها أكسبت البلاد جيدًا سمعة سيئة.
وأضافت، لكن مع دخول جيل جديد من السودانيين إلى السلطة، فقد حان الوقت للتغيير، ورفع العقوبات وبث دماء جديدة للاقتصاد المحتضر.
وتابعت، إن هناك 60 % من سكان السودان البالغ عددهم 42 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 24 سنة، جميعهم يعانون وليس لديهم أدني معرفة إلا أن السودان لم يكن دولة منبوذة، هذه المجموعة التي قادت خلال الأشهر العشرة الماضية ثورة في البلاد خرجت إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والوظائف.
وأوضحت المجلة، أن شجاعتهم في مواجهة الجيش ورصاصه عندما بدا أن الجنرالات سيتنازلون عن الحكم المدني ويحاولون الحكم عن طريق الجيش بشرت بوضع نهاية للنظام.
ومن أجل مواجهة لحظة التاريخية، يجب على الولايات المتحدة أن تتعلم كيف ترى الماضي، تحقيقاً لهذه الغاية، قال رئيس الوزراء المعين حديثًا عبد الله حمدوك، في أول مقابلة بعد توليه المنصب: “نريد أن نقول للعالم إننا يجب أن نتحرك بعيدًا عن العقوبات ويعود السودان إلى حظيرة الأمم الطبيعية”.
من المسلم به، أنه لا يزال مبكرًا للنظام الجديد، تم تشكيل مجلس الوزراء هذا الشهر، وكان معظم هؤلاء الزعماء الجدد من كبار الزعماء في الثمانينيات، تم تطهيرهم من الوظائف الحكومية في الأيام الأولى من انقلاب البشير، متخلصين من ديكتاتوريته في المنفى بالخارج.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن عناصر في الجيش ما زالت تقف في طريق الإصلاح، أولئك الذين استفادوا أكثر من غيرهم تحت حكم البشير، ويبدو أنهم على استعداد لمقاومة جهود الحكومة الجديدة لتقليص حجم الجيش، وتحقيق الشفافية في ميزانيته، والسعي إلى المساءلة عن الانتهاكات الماضية.