(0) على شعب الثورة ان لا يعرب عن عميق أسفه، عن مابدر وماسيبدر من المكون العسكري، او اللجنة الأمنية، للمخلوع البشير، الذين مافتئوا يدبرون الدسائس والمكائد، ويسعون آناء الليل واطراف النهار، لـ(شلب) الثورة، وعقد قرانها على الموالين لهم، ومن يسبحون بحمده، ويأتمرون بأوامره.
(1) وهذه الأعمال، فرق تسد، ليست جديدة على المكون العسكري، فهي احدى تعاليم نبيهم الكاذب المخلوع البشير، فهم امتداد طبيعي لنظام المخلوع، وان أنكروا ذلك، وزعموا انتماءهم وانحيازهم لثورة ديسمبر المباركة.
(2) وعلينا أن لا نستغرب أو نندهش مما يأتي من قبلهم، ولكن علينا أن نستغرب من ذلك الجمع الخليط من مكونات عديدة، والذي خرج نهار السبت (16/10/2021)وقد جاء في الامثال، (ايش لم الشامي مع المغربي؟)، وأصل المثل أنه كيف تتجمع تحالفات متنافرة، بينهم مابين النجار والخشب، بل بينهم بعد المشرقين، ولكن جموع الامس (الشامي والمغربي) انضم اليهم طرف ثالث، ليس معلوم ماهو لونه وواجهته السياسية، ولكن من خلال تلك الشعارات المرفوعة، يمكنك معرفته، فكيف تجتمع شعارات (توسيع المشاركة في حكومة الفترة الانتقالية، ثم حل الحكومة واسقاطها، ثم تفويض الجيش لاستلام السلطة، وتكوين حكومة بديلة لحكومة حمدوك).
(3) نعم إن المصائب تجمع المصابينا، ولكن لا يكون الاجتماع إلى درجة الاندياح، و الذوبان الكامل في بعضهما البعض، فقد يكون مقبولاً أن يجتمع طرفين، وبمرور الايام، قد يصبحوا روح واحدة في جسدين، ولكن كيف تجتمع ثلاثة أرواح في جسد واحد؟
(4) ويقول الله تعالى في كتابه الكريم (عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا)، وقد كرهنا بالفعل هذه الانقسامات السياسية الحادة في قوى الثورة المعروفين لدينا، ولكن ما كرهنا شيئا إلا وجدنا وراءه منفعة، وخيراً كثيراً، فمسيرة السبت، لا يحق لنا أن نلعنهم، كما لعن أصحاب السبت من قبل، ولكن علينا أن نزجي لهم آيات الشكر والعرفان، فمن حيث لم يحتسبوا، وضحوا لنا، من هم الذين مع التحول الديمقراطي، والدولة المدنية، ومن الذين قلوبهم مريضة بحب الشمولية، والحكم العسكري وتفويض البرهان، لاستلام السلطة؟ لاحظ أنهم دعوا البرهان، ولم يدعوا الجيش، وهذا يؤكد أن الجيش جيش السودان، وليس جيش الكيزان، او اي طرف آخر، ، ورب ضارة نافعة.