صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

  ماقبل عودة حمدوك  

18

أطياف – صباح محمد الحسن 

ماقبل عودة حمدوك  

تضاربت الاخبار بعد اللقاء الذي جمع بين د عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السابق بقائد الجيش ورئيس المجلس الانقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان بدولة الإمارات العربية المتحدة أمس الاول حول الشروط التي وضعها حمدوك لعودته من جديد وقالت الاخبار ، ان الاجتماع تناول ان يكون الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا لمجلس سيادي مدني خالص وان يكون البرهان عضوا في المجلس وقائدا عاما للقوات المسلحة ، وأكد مسئول سابق بمجلس الوزراء انه تلقى إتصالاً في الساعات الأولى من صباح الجمعة من شخصية مقربة لدكتور عبدالله حمدوك ابلغه بعودة الأخير خلال أيام لمنصبه رئيساً لمجلس الوزراء ، وأكدت المصادر ان لقاء حمدوك والبرهان وضع عدداً من النقاط الأولية للتفاوض حول عودة حمدوك لرئاسة الوزراء

ولفتت المصادر إلى صياغة مسودة اتفاق أولية سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة تشمل ترأس حمدوك لحكومة يختارها هو ومستشاريه، وتحديد فترة الحكومة الانتقالية بثلاث سنوات ، وان أبرز نقاط الإتفاق بإعادة تشكيل مجلس السيادة واختيار شخصية مدنية لرئاسته، بجانب تولي حمدوك مباحثات السلام مع الحلو وعبدالواحد محمد نور، وفك تجميد عمل لجنة إزالة التمكين على ان تخصص لها محكمة مختصة ، وإتفق الطرفان وفقاً للمسودة على اطلاق سراح معتقلي الحرية والتغيير ولجان المقاومة وتشكيل محكمة تختص بقضايا قتل المتظاهرين.

لكن وبعد تداول هذه الاخبار في مواقع التواصل الاجتماعي اكد مصدر للزاوية ، انه وحتى كتابة هذه الحروف لم يوقع الدكتور عبد الله حمدوك اتفاقا مع الفريق البرهان يتعلق بعودته الي منصبه من جديد وقال ان ماتم هو عباره عن مشاورات ومباحثات تهدف لعودة حمدوك ، واضاف المصدر ان كل ما نوقش في الاجتماع يصب في البحث عن حلول للخروج من الازمة لكن لم يوافق او يوقع حمدوك على عودته كرئيس لمجلس الوزراء او رئيسا للسيادي ، لكنه ابدى استعداده لتقديم وجهة نظره لإيجاد حلول عاجلة في ذات الوقت لم يستبعد المصدر عودة حمدوك وعزا ذلك ان الاطراف التي تدعوه للعودة مازالت تواصل مشاوراتها معه .

كما ان ثمة نقطة مهمه تتعلق باختلاف وجهات النظر لكل من الامارات والسعودية ، حيث ترى الامارات ضرورة ابعاد البرهان من المشهد وعودة الحكومة مدنية لكنها لاتريد استبعاد الفريق محمد حمدان دقلو بينما تتفق معها السعودية في عودة الحكم للمدنيين وابعاد الفريق البرهان لكنها تختلف معها في بقاء الفريق محمد حمدان دقلو التي ترى السعودية ان ابعاده اصبح ضروريا .

وقال المصدر ان مايؤكد ان ماتم هو فقط مباحثات ومشاورات وانها لم تنته بعد هو ان البرهان سيعود من الامارات للسودان لاجراء بعض المشاورات الداخليه وفي الاسبوع القادم سيتوجه الي المملكة العربية السعودية ، لإكمال التشاور ولمزيد من المباحثات وكيفية الاتفاق على رؤية مشتركة فيما يتعلق بمستقبل الدعم السريع .

هذا مايدور بالخارج اما داخليا تحدث المصدر عن ان الفريق عبد الفتاح البرهان وصل لقناعة تامة ان عمره في السلطة انتهى وان اجتماعات مكثفة تمت قبل سفره داخل المؤسسة العسكرية التي ابلغته ان استمراره في السلطة سيدخل البلاد في نفق كارثي مظلم ، وان المؤسسه العسكرية لاتستبعد استغلال الفريق محمد حمدان دقلو للوضع الراهن سيما ان الاستخبارات العسكرية لديها معلومات حول تحركات حميدتي نحو كرسي السلطة .

واضاف أن البرهان كان يريد التنازل عن المنصب في وقت سابق لكن المؤسسة العسكرية رأت تأجيل الخطوة لتنامي رغبة حميدتي وشغفه للاستيلاء على السلطة التي يمكن ان يفعل كل شي لتحقيقها ، فرأت البحث عن حلول تقطع بها الطريق على حميدتي ولم تجد اقصر من طريق عودة الحكم للمدنيين ، لكن كبار القادة في الجيش تحدثوا عن ان ابعاد البرهان يجب ان يتم معه مباشرة ابعاد محمد حمدان دقلو .

لذلك ان المهم ليس عودة رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك لكن ماذا قبلها ، فلابد ان يحدث اصلاح في المؤسسة العسكرية ، فمجيئه في ظل وجود الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه لن يغير في المشهد شي بل قد يزيده بؤسا فوق بؤسه فالدكتور عبد الله حمدوك اما أن يأتي لينتصر للمدنية انتصارا كاملا غير منقوص هذا الانتصار يجب ان لايتوقف على تحقيق مطالب الحكم المدني فقط ، فالأهم من ذلك ضمان ابعاد اللجنة الامنية والمجلس السيادي ( من رئيسه وصولا الي برطم ) ، وتقديم الذين ساهموا وتسببوا في حالات القتل والعنف والنهب والتدهور الاقتصادي المريع للعدالة ، الذين اعادونا الي الوراء وكبدوا هذا الوطن خسائر فادحة ، فإن لم يحدث ذلك فيجب ان يبقى حمدوك في مكانه ويحتفظ باحترامه الذي كسبه من خطوة استقالته في زمن تشبث فيه البعض بالمناصب وقايضوها بدماء الشهداء وهموم ومعاناة المواطن الذي فقد خبزه وأمنه وفلذات اكباده .

طيف أخير :

أنا حرٌّ هذي البلاد بلادي

أرتجي عزّها لأحيا وأغنم

لست أدعو إلاّ لخير بلادي

فهي نوري إذا دجى البؤس خيّم

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد