> كانت لديه أمنيتان:
> ألا يموت قبل ثورة تقتلع الإنقاذ… وألا يكون موته بعيداً عن تراب الوطن..
> وتحققت أمنيتاه تباعاً، ثورةٌ… فموتٌ بالداخل..
> ذلكم هو المناضل كاره الشمولية – وحكم العسكر – العنيد علي محمود حسنين..
> وحق له أن يكره حكم العسكر… ككرهنا له..
> فطوال (63) سنة – هي عمر استقلالنا – لم تحكم الديمقراطية سوى (11) عاماً..
> وبقية السنوات كلها من نصيب العسكر…(52) حولاً..
> والحصاد هو ما نراه ماثلاً الآن بين أيدينا، تخلفٌ… وانهيار مريع في كل شيء..
> وحتى قبل وفاته بساعات كان يصر حسنين على نصيحة من تلقائه..
> وهي ألا نرهن مصير الثورة بمجلس عسكري هو نفسه رهين الدولة العميقة..
> ونضيف من عندنا، ورهين أجندات خليجية..
> ونقولها بألم بعد أن ظللنا نثني على هذا المجلس حيناً، وببرهان وكباشي وحميدتي..
> بل وحملنا على مفاوضي قوى إعلان التغيير كثيراً..
> ولكن يبدو أننا أفرطنا في تفاؤل هو أكبر من قدرته (الذاتية) على تحقيقه..
> سيما حميدتي الذي تبدل حب الناس له إلى (عكسه)..
> ويكفي – دليلاً على ذلك – إزاحة صوره من واجهات ساحة الاعتصام..
> فقد صار يتحدث كرموز الإنقاذ… ويهدد كما البشير..
> ثم جاءت الطامة الكبرى – من جانبه – بقرار إعادة نقابات العهد البائد..
> أو ربما هي طامةٌ صغرى قياساً إلى طامة مجالسة ذي (المنشار)..
> فهي قد برهنت – إلى حد كبير – صحة المخاوف إزاء وجود إملاءات خارجية..
> وتحديداً من قِبل إحدى دولتين هما الأشد مقتاً لثورات الشعوب..
> فقد تمادت – أكثر من أختها – في محاولة صياغة دول المنطقة وفقاً لمزاجها..
> ويمكننا أن نضيف : وفقاً لمزاجها (السوداوي)..
> هذا المزاج الذي لا يتورع عن ضرب رئيس… أو(نشر) جسد… أو تعذيب امرأة..
> كما أسهم – مع مزاج الأخرى – في تخريب ثورات الربيع..
> فأي ثمن غالٍ يُعد رخيصاً مقابل (نشر) جسد أي مولود ديمقراطي في مهده..
> والآن بدأت الحكاية عندنا بدفع… يعقبه نشر..
> وفي صفحتنا – بالفيس بوك – كتبنا كلمة أمس تحت عنوان (مع أبي منشار)..
> وقلنا فيها (مش كل الطير اللي بتنشر لحمه)..
> وما دام العسكري قد خذلنا فأرى أن نعمل بنصيحة الراحل علي حسنين..
> سيما وأن كبريات دول العالم الديمقراطي مع ثورتنا..
> وهي أن تُعلن حكومة الفترة الانتقالية من قلب الاعتصام… وتعترف أمريكا بها..
> اللهم إلا أن يكون البرهان عند ما تبقى من حسن ظننا فيه..
> وضد (النشر) !!.