صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لـــو (السكات) بنضم .. كان اعتذر بالصمت !!

13

القـراية ام دق

محمد عبد الماجد.

لـــو (السكات) بنضم .. كان اعتذر بالصمت !!

محجوب شريف مضى من هذه الحياة بعد ان قال للشعب السوداني (انت تلقى مرادك والفي نيتك)

الشعب السوداني يستحق اكثر من ذلك.

الشعب السوداني في كل يوم يثبت انه الاعظم ..والاكبر …والاجمل …كم هو فخر الانتماء لهذا الشعب.

عرفها محجوب شريف واكتشفها يوم اثبتت فحوصاته ذلك وهو يقول عن ذلك الشعب (عمق احساسك في حريتك).

قمة الاحساس.

وقمة عمقه عند الشعب السوداني في (حريته).

يمكن ان يموت الشعب.

ويمكن ان يجوع.

ويمكن ان يمرض.

ويمكن يهاجر.

توقفوه صفوف.

تعتقلوه.

تضربوه.

وتحرموه من قروشه.

لكن ما تهبشوه في (حريته).

إلّا (الحرية).

هذه الحرية تتمدد في تلك الاجيال.

هي جينات باقية ..ومستمرة الى الابد.

قالها محجوب شريف الذي يغيب عن مواكب هو ابرز الحاضرين فيها.

يقول محجوب شريف عن امتداد الحرية وعن جيناتها (عمق احساسك في حريتك ..يبقى ملامح في ذريتك).

لهذا كانت تلك الاجيال الحديثة بتلك الملامح.

حملوها في ملامحهم وتوارثوها جيلا بعد جيل.

ثورة بعد ثورة.

ثورة اكتوبر 64.

وثورة ابريل 1985.

وثورات ابريل 2019م.

الثورة الحالية مجموعة من (الثورة).

ثورة اطاحت برئيسين في 24 ساعة.

ومازالت مستمرة.

ليس لنا من بعد إلّا نقول للشعب السوداني (انت تلقى مرادك والفي نيتك).

وقد تحقق المراد الآن في (تسقط بس).

ونسأل الله ان يجد الشعب السوداني ما في نيته.

ماذا بعد ان سقطت.

هذا الاهم.

ابقوا عشرة على الوطن.

استقراره وامنه.

شعبه واهله.

ابقوا عشرة على الثورة.

حافظوا على مكاسبه.

وما تتركوا فوائدها للغير.

ليتني كنت طفلا عمره (8) سنوات لأقفز من عمود كهرباء الى اخر ،فما حدث امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة هي ترجمان فعلي لي (شوفوا دنيتنا الجميلة) .. ليتني املك ذلك الشغب الجميل لانط من شباك لي شباك ،فقد (كبرت كراعي من الفرح) ، بقت ميدان وحواشة وحوش فاتح في الشارع.

فرحتنا اصبحنا نشوفها في (شاي الصباح) ونحس بها في (طعم الفول) ، ونلقاها في (جوابات الغرام) التى نكتبها ولا نرسلها من شدة الحياء والادب ، مع ذلك من مد تفاؤلنا ومن ثقتنا في انفسنا كنا ننتظر لها ردا.

رجع لينا الاحساس بالطعم بعد ان فقدنا ذلك.

حيطتنا براها بقت تغيب وتصبح وهي تتوحم بفجر الخلاص ،و(تسقط بس)…جدارنا شال شعارات الثورة بصورة تلقائية واصبح ناقل رسمي لوجدان الشعب السوداني.

حتي (الحيط) بقت تحس وتشعر وتتفاعل.

الحيط لو بتتكلم كانت قالت (تسقط بس).

يا ريت لو كان عمري عام او بعض عام ، اردد مع (اطفال) الحلة شعارات الثورة مثلهم تماما، وهم في تلك السن اصبحوا على قناعة تامة بـ (الحكومة دي كضابة).

بقولوا كدا.

لا درسوها في مدرسة ولا في زول قال ليهم حاجة.

رضعوها من صدور امهاتهم (رص العساكر رص الليلة تسقط بس).

هم ببراءة الاطفال وبتلقائية مطلقة يغلقون الشارع ويحرقون الاطارات.

ليتني كنت في سنكم ..عمري 18 سنة او 16 سنة ، املك حماسكم وصمودكم وثورتكم الجميلة ، وتقدمكم للصفوف ، لم يوقفهم غاز مسيل للدموع..لا هراوات ولا رصاص حي ، ولا قانون طواريء…ولا حظر تجول.

ما في حاجة ثبتتهم.

اعتقلوهم وعذبوهم وقتلوهم ولم نسمع منهم غير (سلمية ..سلمية.. ضد الحرامية).

ثورة ضد الحرامية ..لماذا تتحسسون رؤوسكم؟.

اولاد الثورة عيونهم عسلية مكتحلة بـ (حرية ..سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) ، قامتهم مربوعة ( يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور) ، لونهم (تسقط بس) ، وتعليمهم فوق الجامعي (ما بنخاف ما بنخاف ما بنخاف).

ديل ما مصوا اصابعهم بعد ان تناولوا (ملاح القرع) ، ولا اتقلب وشهم وقت جاهم ضيف الهجعة…ديل وقعوا على وثيقة كرم شامل (خدامتو القعدها هي بتدرش قالت قضى).

ديل لمن كنتوا بتتقسموا في السلطة والثروة ونثريات السفريات الخارجية كانوا بتقدموا الصفوف عشان يقدموا ارواحهم للوطن والثورة.

ديل وطنيتهم ما سندوها بي البيرقر ولا الشاورما.

ديل اولاد الناس الباتو القوى..وطلعوا يسددوا ضريبة الوطن من خلاص ارواحهم الطاهرة.

حكمتهم المفضلة (الطلقة ما بتكتل بكتل سكات الزول) ، وقهوتهم (يا شعبا لهبت ثوريتك) وامنيتهم (انت تلقى مرادك والفي نيتك) ، عطرهم المحبب (البمبان) وخلاصة مرامهم (بلى وانجلى).

ادمنوا (البمبان) وان اتيتم ليهم بالشيشة في شارع النيل ومقاهي الخرطوم.

ما بشربوا غير (البمبان) ولا بشموا سواه.

قهوتهم المفضلة (بمبان).

عطرهم المحبب (بمبان).

بشربوه وبتريحوا بيه.

هذه الثورة اعادت لنا الثقة في الشعب السوداني وجعلتنا فخورين بالجيل الجديد الذي فات الكبار والقدرو.

رجعت لنا المروة والشهامة وكل تقاليدنا السودانية الجميلة التى انهكت واعدمت وتلاشت في بحر ثلاثة عقود عرفنا فيها كل ما هو قبيح من زنا المحارم واغتصاب الاطفال وتقدم القطط السمان ليصبحوا سادة للقوم وقادة له.

ثورة اعادت لنا طعم القهوة المفقود وجعلت (زينب) تتباشر ورانا…ثورة جعلتنا نعتز بالشارع السوداني ونراهن عليه.

شارع ناكل فيه ونشرب ونخلي اولادنا يلعبوا فيه لانصاص الليالي بدون خوف او هلع ، حتى والرصاص الحي يحصد في ارواح الابرياء مثل (النبق).

هذه الثورة رجعت لينا (ضل العصر).

ديل سرقوا عصرنا.

سرقوا شاي المغرب.

وصينية الغداء.

والصحن الكبير.

ثورة رجعت لينا (اللمة).

ح نرجع تاني لمشوار العصاري.

ح نرجع نسمع عثمان حسين ومحمد وردي وعالم الرياضة.

ح نرجع نفتش للدفاتر القديمة (لمتين يلازمك في هواك مر الشجن).

ح نجهز (جلابية الجمعة).

وقفة الخضار.

ح نبدل شاي الصباح.

ونقعد في الواطة في المطبخ.

ح يرجع للبيت (الاخ الكبير) الغائب.

وبستلة اللبن.

وكورية العشاء.

اذا كنا نتحدث عن الزمن الجميل …لا اعتقد ان هناك زمن اجمل من زمان هذه الثورة.

احفاد ترهاقا.

اولاد الكنداكة.

كم هي عزيزة وعظيمة المرأة السودانية.

لقيناها قدامنا في أي حتة.

في الميدان.

وفي المعتقل.

في البيت.

وفي الشارع.

المرأة السودانية ليس هي نصف المجتمع.

المراة السودانية تحديدا هي كل المجتمع.

يكفينا شرفا انهن امهاتنا…زوجاتنا ..اخواتنا ..وبناتنا.

يكفينا ذلك.

كنا قريبون من ان يصدر مرسوم دستوري يمنع (قريّض) الرغيف ويحرمه مع شاي الصباح او قبل الغداء ، حفاظا على الثورة (القمحية) في البلاد.

ما في رغيف.

قانون الطوارئ كان يمكن ان تكون فيه عقوبات على أي زول يقرّض (الرغيف) من غير مبرر قانوني مقنع.

وكان يمكن ان يحدد القانون عدد (الرغيفات) التى يجب ان تكون في (عشاء الفنانين).

أي حاجة محددة.

واي شيء بالقانون.

لو استمر الوضع على ما كان عليه ..كان (فتة العدس) ممكن تهدد الامن الاقتصادي في البلد.

الله ستر.

الله شافنا.

قبل 7 سنوات كتبنا ان (البطيخ) في روسيا ليس من (الفواكه) ، اعتبر الروس ان ذلك يمس سيادتهم الوطنية وان هناك مؤامرة كبيرة تدار ضد الروس.

وان الشيء لا يخلو من الاستهداف المباشر.

لماذا البطيخ؟.

ولماذا روسيا؟.

عشان بس ما بنقدر نقول شيء في (بطيخ) بلدنا …عشان كدا بنتكلم في (بطيخ) الروس.

بنطعن في البطيخ الروسي.

دخل رجل طاعن للمحكمة.

وقف امام القاضي.

قال له القاضي : ماذا تريد ان تقول؟.

قال الرجل لا شيء؟.

قال له القاضي : هل تريد ان تشتكي احد؟.

قال الرجل : ابدا.

قال القاضي : اذن لماذا اتيت الى هنا؟.

قال الرجل : ولكن هل هذا هو انا الذي اقف امامك الآن يا مولاي.

الاشياء كانت تدور على ذلك النحو.

اتهمت (تفاحة) …قيدت ضدها قضية.

قال المدعي العام ان هذه الرائحة التى يشمها في (التفاح) الأن هي رايحة (البصل).

اعتبر التفاح ان ذلك الاتهام يطعن في شرفه.

كل شيء ولا رائحة البصل.

هكذا كانت الروائح.

كل شيء رائحته ..رائحة بصل.

التفاح.

والعنب.

لم يسلم من ذلك حتى (النعناع) ذو الرائحة الذكية.

تخيلوا ان الامر وصل حتى للنعناع.

بماذا (ننعنع) شاي العصر؟..اذا اصبحت ريحة النعناع هي ريحة البصل.

نودي وشنا وين؟.

دخل مخبر سري على رجل طاعن في السن.

قام ذلك المخبر بتفتيش البيت تفتيش دقيق.

لم يترك شيئا.

عندما اراد المخبر ان يخرج من البيت انتبه الى ان الرجل المسن يتابع في (فيلم هندي)… ثكلتك امك يا رجل ..توقف المخبر السري امام التلفزيون ، ثم باغته بذلك السؤال التعسفي …لماذا تحضر في فيلم هندي وانت في تلك السن؟.

قال الرجل المسن وماذا تريد مني ان افعل؟ …وانا في تلك السن؟…هل اصبحت متابعة الافلام الهندية لمن هم في سني ممنوعة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد