(1) معلوم للمهاجر والمقيم وللعاقل ولغير العاقل، ومعلوم للجن الصالح والطالح، والطير الغريب، والقريب، حكاية الحركة الإسلاموية، مع ثورة الإنقاذ الوطني، وحكاية مفكرها وعرابها، الشيخ حسن الترابي، وحكاية أذهب ياعمر الى القصر رئيساً، وسأذهب الى السجن حبيسا، الى حين ميسرة، واعتراف الترابي والحركة الإسلاموية، بانقلاب الثلاثين من يونيو 1989، موثق بالصوت والصورة، وهو أصبح مدوناً ومسجلاً في اضابير التاريخ وسجلاته، وباق في صدور وقلوب من أكتوا بناره وذاقوا منه المر والامر منه، وعاشوا جحيمه وويلاته.
(2) وفي أثناء جلسات محاكمة مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو، 1989اعترضت هيئة الدفاع عن المتهمين، ورفضت الزج باسم الحركة الإسلامية، وباسم عراب الانقلاب الشيخ حسن الترابي في هذا الاتهام، وهذه المحاكمة، أمرها أمر قانوني، لا علاقة لنا به، ولكن
ماظنك بعرق سوءهم اذا تمدد، وخبث نفوسهم اذا تمكن، ، وشرهم اذا استفحل، وفسادهم اذا عم وانتشر، و دنسهم اذا غطى سماء بلادنا،؟، وماذا ترجو من أناس، كان ومازال ولاؤهم للحركة وللحزب مقدم على ولائهم للوطن ومبدأهم، الايمان بعالمية الدعوة لا اقلمية الاوطان.
فهؤلاء الكيزان والمتكوزنين، الذين تبرأ منهم المخلوع البشير، عندما ذكر في تلك التسريبات الشهيرة(الناس المتظاهرين ديل قالو كل كوز ندوسو دوس، يعني هم قاصدينكم انتو ياطه ويانافع)، فهؤلاء أشد شراسة من الضباع، فالضباع لا تدق المسامير في رؤوس معارضيها، وهم أجبن من الأرانب، فعند قيام ثورة ديسمبر المباركة، هرب منه من هرب واختفى من اختفى واختبأ من اختبأ.
(3) لذلك نرى أن فترة انقلاب الثلاثين من يونيو، 1989، رضينا أو رفضنا، قبلنا أو اعترضنا، صارت جزاء من تاريخ السودان المعاصر، ونريد أن نأخذ منها الدروس والعبر، ولا نريد أن ندفن ثلاثة عقود من الزمان، وكأنها جنازة جروجنيف، احد الرؤساء الروس، وعندما أرادوا وضعه على المقبرة، لم يتم وضعه بصورة تليق به كرئيس سابق، فمال الصندوق وانكسر، ولم يهتموا لذلك، وكأنهم كانوا يريدون دفن حقبة من الحكم، استطالت أكثر مما يجب..!!
(4) وأخطأ يعقبها أسف وندم، خير من أخطأ، يعقبها جبروت وطغيان، ولا اتعجب من اي كوز، او متكوزن، لم يندم على مشاركته الحركة الإسلاموية وحزب المؤتمر الوطني البائد في كل ماوصل إليه السودان خلال ثلاثة عقود من الزمان، ولم يأسف على انتمائه للضلال والتيه والخديعة والمتاجرة بالدين، ومحكمة التاريخ لا ترحم ولا تجامل ولا تداهن ولا تتجمل، انها دونت وسجلت، كل جرائم وموبقات الحركة الإسلاموية، وحزب المؤتمر الوطني البائد.