صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كن أنت !!

14

بالمنطق

صلاح الدين عووضة
كن أنت !!

*لكل منا بصمة أصبع خاصة به..
*وكذلك بصمة صوت…وخط…وضحكة…وطباع…وشخصية..
*فكن أنت كما أنت…ولا تحاول أن تكون سوى أنت..
*وكثير من أنصار الترابي – بالسودان – سعوا إلى تقليده في كل شيء..
*ومن هذه الأشياء ميلان الرأس لجهة اليمين عند الحديث..
*والله لو أن رأسك )تدلدل( بجوار كتفك فلن تكون حسن الترابي…أبداً..
*فليس في هذه الدنيا سوى ترابي واحد…وكذلك أنت..
*فكن أنت لا غيرك…واعتز بهذه )الأنا( في مواجهة أي )آخر(..
*وفي حزب الأمة أيضاً لاحظت محاولة العديد من )الأحباب( تقليد إمامهم..
*في كلامه…في سلامه…في ضحكته…وحتى في مشيته..
*ثم لا أحد منهم – بالغلط – يشبه الصادق المهدي ؛ مهما أحسن التقليد..
*ولا يعني هذا أنه أحسن منهم…ولكن لكلٍّ منا بصمته..
*وفي مجال الغناء – ببلادنا – مقلدون كثرٌ لكبار المطربين…وصغارهم..
*وإلى أن يترك أحدهم الغناء – أو يتركه – يبقى مقلداً..
*ومن غرائب هذا التقليد أنه قد يبلغ حد المحاكاة حتى في الحركات نفسها..
*وكذلك هنالك مقلدون في دنيا الأدب ؛ بضروبه المختلفة..
*وأسوأ أنواع هذا التقليد الأدبي الذي يتجاوز حدود المحلية إلى العالمية..
*ثم يكون أعمى ؛ تتلاشى فيه تماماً بصمة المقلد..
*وأعطاني شابٌ مرةً مسودة لباكورة انتاجه الروائي لإبداء رأيي فيها..
*فأرجعتها بعد فصل واحد وقلت له : كن أنت…لا تولستوي..
*وكان )هو( في الرواية الثانية…وكانت)هي( بنكهة سودانية خالصة..
*أما في مجال الإعلام الآن فالتقليد بات ظاهرةً لا تُحتمل..
*سواء المرئي…أو المسموع…أو المقروء ؛ وتحديداً تقليد اللبنانيين..
*صحيح أنهم غزوا وسائط العرب الإعلامية…وتمددوا فيها..
*ولكن ما من شعب عربي تأثر بهم – إعلامياً – إلى حد التقليد سوانا..
*وهذا لا ينم إلا عن شعور بعقدة نقص…وقابلية للاستلاب..
*فنحن تتبعنا سنن مدرستهم الإعلامية حذو القُذة بالقُذة..
*حتى إذا دخلوا جحر )هكذا( خرب دخلناه ورددنا معهم بدعة )هكذا أمر(..
*علماً بأن مدرستهم هذه تقلق سيبويه في قبره..
*ثم عطَّشنا الجيم مثلهم…وأبدلنامفردة رئيسي برئيس ؛ ولم يبق إلا القليل..
*ومن هذا القليل )أعتذر منك(…و)بدِّي أتشكَّرك(..
*ولا أدري لماذا ترك مقلدوهم منا عبارتيهم هاتين ولم تجر بهما ألسنتهم..
*فإن فعلوا لاستحقوا أن نقول لكلٍّ منهم )إنت مو إنت(..
*وإلى ذلك الحين – وأتمنى ألا يأتي – نكتفي بنصيحة )كن أنت مو غيرك(..
*فالإنسان الذي يتخلى عن بصمته الخاصة يصير مسخاً شائهاً..
*فإن أجاد التقليد يكون )مسخاً رائعاً !!!(.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد