شهادتي لله
الهندي عزالدين
كنتُ ضيفاً على مجلس الوزراء
لبيتُ صباح أمس الأول )الأحد( دعوة كريمة من رئيس مجلس الوزراء القومي السيد “معتز موسى” لحضور جلسة المجلس الذي خصص أحد أجندته للنظر في تقرير وزارة الصناعة حول موقف الصناعات الدوائية بالسودان .
أتيحت لنا – )6( من رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف ومدير هيئة الإذاعة والتلفزيون ومدير وكالة السودان للأنباء – فرص للتعليق داخل جلسة المجلس على التقرير وإبداء وجهات نظر مختلفة حول أوضاع سوق الدواء ، سواء كان صناعةً محليةً أو استيراداً ، )هناك 28 مصنع دواء بالسودان نشأ أولها عام 1961م( .
بالتأكيد هو تفاعل محترم من رئيس الوزراء مع السلطة الرابعة ، وتقدير محل تقديرنا لقادة الرأي في البلاد ، وأظن أن ضيوف مجلس الوزراء من الصحفيين قدموا إفادات ذات قيمة ومعلومات مفيدة حول ملف الدواء والمشكلات المحيطة به ، بحضور وزيرة الدولة للصحة، والأمين العام لمجلس الأدوية والسموم، ورئيس غرفة مستوردي الأدوية .
كتبنا كثيراً في هذه المساحة عن أزمة الدواء ، وقد طالع السيد رئيس الوزراء آراءنا و آراء غيرنا ، وأظن أنه قد توصل لحلول معقولة يمكنها أن تؤسس لتفاهمات بين مجلس الأدوية وغرفة المستوردين للمرحلة المقبلة .
غير أنني أود أن أبدي بعض الملاحظات حول الشكل العام لجلسات مجلس الوزراء . فقد لاحظت أن عدداً كبيراً من الوزراء الاتحاديين تغيبوا عن تلك الجلسة ، فأناب عنهم وزراء الدولة ، وبدا لي أن وزراء الأحزاب الأخرى أكثر حرصاً ووجوداً في اجتماع )الأحد( الماضي من وزراء )المؤتمر الوطني( ، فقد شكل حضوراً ومناقشة كل من الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الداخلية ، “بحر إدريس أبوقردة “وزير العمل والإصلاح الإداري وتنمية الموارد البشرية ، “بشارة جمعة أرو” وزير الإعلام والاتصالات .
الملاحظة الثانية أن الاجتماعات طويلة ومرهقة ، فقد بدأ الاجتماع في التاسعة صباحاً وانفض بعد الثانية عشرة والنصف ، لأداء صلاة الظهر ، ثم مواصلة الاجتماع لمناقشة أجندة أخرى !!
هل تناول هؤلاء الوزراء المحبوسون في تلك القاعة الباردة إفطارهم عند السابعة صباحاً ، ثم قدموا إلى رئاسة مجلس الوزراء ، أم أنهم ذهبوا للصلاة وبطونهم خاوية إلا من كوب عصير تناولوه داخل القاعة ؟!
لم يتبق من اليوم شيء ، لينجز الوزراء بعضاً من برامجهم في الوزارات ، فيعودون إلى مكاتبهم أو إلى بيوتهم متهالكين ، ولهذا يكثر المرض بين قادة الجهاز التنفيذي في الدولة ، وقد كتبت مقالاً قبل سنوات خلصت فيه إلى أن آفة )الإنقاذ( اجتماعاتها الصباحية والليلية ، بينما الناتج ضعيف !
أقترح على السيد رئيس الوزراء ألا يتجاوز زمن أي اجتماع ساعتين ، مهما كانت أهميته وعدد المشاركين فيه ، بحيث تنتهي كل الاجتماعات عند الحادية عشرة صباحاً ، ليتمكن الوزراء من تنفيذ التكاليف ومراجعة الأداء في الوحدات التابعة لهم بعد الحادية عشرة صباحاً .
وأختلف مع الأخ الأستاذ “عثمان ميرغني” في ما أورده أمس بزاويته ، حول تعليقات الوزراء ، وأنها كانت تعبر عن آرائهم الشخصية ، وليس آراء وزاراتهم ، وأنه كان المطلوب من وزير الإعلام .. مثلاً ، أخذ رأي الخبراء في وزارته حول موضوع الدواء ثم التعبير عنه في مجلس الوزراء !
فما علاقة مديري الإدارات في وزارة الإعلام والاتصالات بموضوع الدواء ؟!
نحن – كصحفيين – لدينا علاقة ، لأننا أجرينا تحقيقات في هذا الملف كثيراً ، وزرنا مصانع دواء، وقابلنا كثيراً من مستوردي الدواء خلال سنوات طويلة ، فاكتسبنا معرفةً وتملكنا أسراراً قد لا يعلمها بعض الصيادلة ، ولكن ما الذي يدفع مدير الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام للتعمق في تفاصيل صناعة وتجارة الدواء ؟
في رأيي أن هناك جهات فنية تابعة للوزارة المختصة هي التي تجري البحوث والدراسات وترفع التوصيات ، فيما يشارك الوزراء بإبداء الرأي في الموضوع المطروح للمداولة ، من واقع خبراتهم وتجاربهم في العمل الإداري بصفة عامة ، وهي آراء مهمة وقد تكون أفيد في بعض الحالات من الرأي الفني .
أقترح أيضاً على السيد رئيس الوزراء أن يلزم السادة الوزراء بعدم السفر داخلياً أو خارجياً ، إلا بموافقة رئيس الوزراء ، فليس مقبولاً أن يغيب )10( وزراء دفعة واحدة لأنهم سافروا إلى “نيالا ” لحضور فعاليات دورة مدرسية أو إلى “جنيف” أو “القاهرة” أو غيرها من العواصم .