نعم لتغيير شعار التلفزيون..
ولن اُسأل يوم القيامة عن رفضي هذا لشعار هو من تصميم بشر..
ونعم المذاهب الأربعة مزعجة..
ولن اُسأل يوم القيامة عن انزعاجي هذا إزاء مذاهب هي من اجتهادات بشر..
ولكني اُسأل بشدة إن اجترحت كبائر في الدين..
إن قتلت….أو سرقت…..أو كذبت…..أو ظلمت….أو انتهكت كرامة إنسان..
وكفاية استهبال باسم الدين..
كفايــــــــــة !!..
هذا كان نص خاطرة عجلى نشرتها على صفحتي – بالفيس بوك – صباح أمس..
ففوجئت بنحو (500) تعليق عليها…حتى منتصف النهار..
وكذلك بنحو (17) ألف قارئ لها ؛ وهما عددان قابلان لزيادة كبيرة تبعاً للإيقاع..
وكثير من المعلقين هؤلاء أبدوا انزعاجاً إزاء هذه الخاطرة..
وبعضهم جنح لما هو أكثر ؛ مما أدخلهم في تناقض مع الذي يدعون غيرة عليه..
دائرة البذاءة التي نهى عنها الدين…وهم غاضبون باسم الدين..
فالمؤمن – بنص حديث النبوي – ليس بطعان…ولا لعان…ولا فاحش…و لا بذيء..
وكنت أشرت كثيراً إلى عدم فهم لصحيح الدين هذا..
بل وجهل به ؛ وأسوأ الذين أظهروا حرصاً على الدين – بجهل – هم أهل الإنقاذ..
فطوال ثلاثين عاماً هم في وادٍ…و(أصل) الدين في وادٍ آخر..
يقتلون باسم الدين…يفسدون باسم الدين…يظلمون باسم الدين…يغتنون باسم الدين..
ثم – وفي تناقض غريب – يرفعون شعار الدين هذا..
وقبل سقوط البشير – بفترة – قلت لضابط الأمن المهذب آدم شيئاً لعله يذكره الآن..
قلت له : يبدو أنه قد حان أوان معركة البشير مع رب الدين..
فمعاركه مع شعبه كسبها كلها بقوة السلطة ؛ وكذلك فرعون…وكل فرعون بعده..
ثم أفرط – الآن – في هذه القوة ؛ تقتيلاً…وتعذيباً…وظلماً..
ولكن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته..
ثم يجعل لذلك أسباباً من عنده…ومن هذه الأسباب الشعب المقهور نفسه ؛ ربما..
وهذا بالضبط ما حدث بعد ذلك ؛ بأسابيع قليلة..
ولحق البشير بمعاصريه من طغاة العرب ؛ القذافي…مبارك…صالح…وبن علي..
والذي ألحقه بهم شعبه الذي كان يذله…ويهينه…ويسخر منه..
وبعودة لموضوع الخاطرة أقول يبدو إننا في حاجة إلى (ثورة) أخرى… دينية..
ثورة تجعلنا نحرص على جوهر الدين…لا قشوره..
ثم تنزع من عقولنا وهم الاعتقاد في الأفراد….والشعارات….وهذه القشور..
بل إن منا من يعتقد حتى في الميتين من الشيوخ..
وفيما يلي قضيتي شعار التلفزيون والمذاهب الأربعة كتبت تعليقاً أسفل الخاطرة..
قلت فيه : لأول مرة أعرف أن الإسلام بُني على سبع..
الخمس المعروفة ؛ ثم شعار تلفزيون السودان…….ومذاهب الأئمة الأربعة..
إذن ماذا عن الذين ماتوا – من المسلمين – قبل هؤلاء الأئمة؟..
وهل هؤلاء فقط هم من أُوتوا عقولاً يجتهدون بها ؛ ومن بعدهم (يحرم) الاجتهاد؟..
وهل أنا – كمسلم – ملزم باتباع أي من هؤلاء؟..
وهل إذا لم أفعل أكون علمانياً…شيوعياً…كافراً ؛ كما وصمني البعض البارحة؟..
ثم هل شعار التلفزيون هذا من ثوابت الدين؟..
كفايــــــــــــــة !!.