تكررت المشاهد عبر الفيديو أكثر من مرة والتي توثق حوادث الاعتداء من قبل القوات الامنية والعسكرية التي ترتدي الزي الرسمي، على المواطنين وممتلكاتهم وأموالهم، وبالرغم من ان المشاهد الموثقه تعد تصرفاً سلبياً بغيضاً، الا ان الجهات المسئولة من القوات النظامية لم تخطو خطوة واحدة لبتر هذه الظواهر والحد منها والعمل على معالجتها وعدم تكرارها مرة أخرى وكأنها توافق على الذي يحدث وهذا أمر عجيب.
وأصبحت المواكب تفضح أكثر من وجه قبيح للقوات النظامية والعسكرية فالاعتداء على المواكب والمتظاهرين وملاحقتهم والاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع، أصبح ليس خبراً، لكن النهب من قبل اللصوص بزي رسمي اصبح هو حدث يسرق عيون الكاميرا بالرغم من تعدد المواقف المشرفة للثوار وهم يواجهون القوات الامنية وجه لوجه فالسرقات في الطرقات من قبل القوات الامنية باتت هي الظاهرة الأكثر تداولاً في منصات الميديا
ووثقت كاميرا الجريدة بالأمس في لفتة بارعة وسبق صحفي فيديو خاص بها في مليونية الأمس التي كانت بعنوان غلاء الأسعار فيديو رصدت فيه عملية نهب لأحد المواطنين بالقرب من مستشفى الزيتونة، من قِبل قوات مُشتركة بالزيّ الرسمي، وأفاد صاحب السيارة أنه نُهب مبلغ (٢٠٠) الف جنيه وثلاثة هواتف ذكية.
والمشاهد للفيديو يرى ان القوات انقضت على سيارة المواطن بنهم شديد وكأنها قوات مشتركة من مجموعة لصوص، تعودت السرقة والنهب وخرجت فقط لتمارس هذه الهواية المفضلة في الشارع العام، فالقوات تركت مهمتها التي خرجت من أجلها بعد ان أعيتها المواكب، ففي الوقت الذي يواجه فيه الثوار الموت بصدور عارية، ينشغل رجال القوات الامنية بالغنائم من الاموال والممتلكات، فالمواطن المغلوب على أمره ( يلقاها من وين ) من قيادات عليا ونافذه تنهب ثرواته وذهبه ومعادنه، ام من الجنود الذين تخصصوا في نهب أموال المواطنين، فالذين يسرقون ٢٠٠ الف سيتعاملون من اليوم مع المظاهرات على أنها يوم وليمة وانه افضل فرصة للسرقة والنهب لن تتكرر في ايام عادية.
والسؤال انه وبالرغم من تكرار هذه المواقف، لماذا لم تتخذ الجهات التي ينتسب لها هؤلاء اللصوص اي اجراءات للمحاسبة في حق من ظهروا في فيديوهات سابقة، فبالأمس القريب تحدثنا عن فيديو الاعتداء على معلمي مدرسة نيالا ومن قبله فيديو الاعتداء والنهب والسرقة في السوق المركزي وبالامس فديو الزيتونة بربكم الا تستحي الشرطة وجهاز الامن والجيش الذين يحاولون يوماً بعد يوم تشويه صورة الثوار واشانة سمعتهم، من هذه التصرفات الاجرامية لمنسوبيهم، فقائد هذه القوات كان حري به ان يتنحى ويخلع هذا الزي الذي دنسه هؤلاء اللصوص فكيف له ان يقود( كتيبة حرامية ) يزودها بالسلاح ويقسم عليها (نثريات المواكب) لتمارس السرقة في الشارع العام وعسكري يسرق وضح النهار في شارع السيد عبد الرحمن ماذا يفعل في الازقة والاحياء الداخلية في مدن العاصمة.
فهذه القوات المشتركة اليس لديها قيادة مشتركة أيضاً تجتمع لتتعرف على الاسماء التي تتألف منها الفصيلة التي خرجت في هذا اليوم.
والتاريخ الذين نهبوا فيه السوق المركزي الم يتعرف عليهم قادتهم، بالطبع يعرفونهم كما يعرفون ابناءهم، إذا يأتي السؤال هنا طوعا لا كُرها هل يعلم القادة ان عساكرهم مجموعة من اللصوص و( الهمباته)، وبالرغم من ذلك يرسلونهم كل مرة الي تفريق المواكب، وفي هذه الحالة غير مسموح ذلك التبرير الفطير انهم لاينتمون لنا لأن القوات المشتركة لفض المظاهرات تخرج الى الشارع بترتيب مسبق من قياداتها وتعرف هذه القوات من هو قائدها وكم هو عددها وماهي نقاط ارتكازها، وماهو عملها المطلوب منها.
فإما ان تقر القيادة المشتركة من الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية انها ترسل للشوارع لصوص، او تقدم هؤلاء المجرمين للمحاكمة وتقوم بفصلهم فإن لم يحدث هذا ستكون مسئولة مسئولية مباشرة من عمليات السرقة والنهب في الخرطوم، فهؤلاء عار على مؤسساتهم، هذه المؤسسات التي يجب ان تتخلى عن مراقبة الثوار وتتفرغ لمراقبة منسوبيها، لتصحيح سلوكهم الاجرامي هؤلاء الذين اصبحوا يظهرون (بزي فاضح) فالأخلاق ان تعرت اي غطاء ولبس سيسترها !!
فالثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للسرقات، أخشى ان يكون يوما هذا هتاف المواكب !.