صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كاااافر !!

16

بالمنطق
صلاح الدين عووضة
كاااافر !!


< أجمل تعبير عن الهم قول الشاعر:
لو كان هماً واحداً لكُفيته…ولكنه همٌ وثانٍ وثالثُ..
< وهذا ما يحدث لنا الآن ؛ همٌ… من فوقه هم… من تحته هم… من بين يديه هم..
< وليتها كانت هموماً ثلاثة كهموم الشاعر )المحظوظ(..
< فحيثما تلفت فثمة هموم تحيط بك من كل جانب..
< وكأنما ينقصنا همٌ إضافي ليأتي خطباء الجمعة فيزيدوننا غماً على هم..
< وإمام مسجد أتحفنا – الجمعة الفائتة – بهمٍّ طغى على همومنا..
< ولا أدري من أي عهد سحيق أتى )أهل الكهف( هؤلاء ليعتلوا منابر الوعظ..
< ولا أعني عهد الإسلام الأول… وإنما عهود )جاهلية( سابقة..
< جاهلية سياسية…وثقافية… واجتماعية…ودينية، تدين فيه الجماعة بالولاء للفرد..
< فيصبح هو ربهم الأعلى… وما يُريهم إلا ما يرى..
< يقول هذا القادم من غياهب التاريخ )لا ديمقراطية…والحاكمية لله وحده(..
< يا أخي ونعم بالله، ولكن هل سيحكمنا الله بنفسه؟!…والعياذ بالله..
< أم عبر ملائكته الأطهار؟!… ويستحيل هذا طبعاً..
< إذن لابد من حاكم بشري… أها، كيف يصل هذا الحاكم للسلطة؟!..
< مع ملاحظة أن هذا الإمام ذاته كان قد قطع بحرمة الخروج على الحاكم..
< قال إن الخروج على الحاكم )حرااامٌ(… وإن ظلم..
< فبالله عليكم ماذا فعلنا في دنيانا هذي – كسودانيين – لنُبتلى بكل هذه الهموم؟!..
< ونسيت أن أقول لكم شيئاً مهماً… أو )هماً( مهماً..
< هذا الإمام ينتسب إلى جماعة تشارك في السلطة الآن… وهي مبسوطة..
< طيب، هذه السلطة خرجت على حاكم قائم..
< فهل ذاك الخروج حلال – يا شيخنا – أم هو )حرااامٌ(؟!..
< فإن كان حلالاً فلم تحريم الخروج؟!… وإن كان حراماً فلم تقاسُم )الحرام(؟!..
< ثم إن هذه السلطة )الخارجة( تتبنى الديمقراطية الآن… ولو اسماً..
< فهي إذن – وفق فهم الإمام – حكومة )كاااافرة(..
< وجماعة الإمام أيضاً )كاااافرة( – وستدخل النار – لأنها تقاسم الكافرين السلطة..
< والشيء المحير إن عدو الديمقراطية هذا أستاذٌ جامعي..
< وما لم تكن هي جامعة )بابل( فإن إدارة الجامعة تقترف )حراااماً( بيناً..
< فلا يمكن لهذا الجهل أن يُدرَّس حتى في )تكية(..
< فهي دروس ضد العصر… وضد العقل… وضد الحضارة… وضد الدين نفسه..
< نعم… حتى ديننا الإسلامي علمنا كيف نختار الحاكم..
< فشورى السقيفة علمتنا أن نختار… لا أن نرضخ لمن اختار هو أن يحكمنا قسراً..
< وما حكم أبوبكر… وعمر… وعثمان… وعلي…. إلا بالشورى..
< والشورى هي الديمقراطية… اختيار الحاكم عن طريق التصويت الحر..
< فمن يُحلل – إذن – خروجاً ويُحرم آخر فهو )خااارج(..
< ومن يقبل مشاركة السلطة مع خارج فهو )منااافق(..
< ومن يكفر بشورية الدين فهو )كااافر !!(.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد