< أجمل تعبير عن الهم قول الشاعر:
لو كان هماً واحداً لكُفيته…ولكنه همٌ وثانٍ وثالثُ..
< وهذا ما يحدث لنا الآن ؛ همٌ… من فوقه هم… من تحته هم… من بين يديه هم..
< وليتها كانت هموماً ثلاثة كهموم الشاعر )المحظوظ(..
< فحيثما تلفت فثمة هموم تحيط بك من كل جانب..
< وكأنما ينقصنا همٌ إضافي ليأتي خطباء الجمعة فيزيدوننا غماً على هم..
< وإمام مسجد أتحفنا – الجمعة الفائتة – بهمٍّ طغى على همومنا..
< ولا أدري من أي عهد سحيق أتى )أهل الكهف( هؤلاء ليعتلوا منابر الوعظ..
< ولا أعني عهد الإسلام الأول… وإنما عهود )جاهلية( سابقة..
< جاهلية سياسية…وثقافية… واجتماعية…ودينية، تدين فيه الجماعة بالولاء للفرد..
< فيصبح هو ربهم الأعلى… وما يُريهم إلا ما يرى..
< يقول هذا القادم من غياهب التاريخ )لا ديمقراطية…والحاكمية لله وحده(..
< يا أخي ونعم بالله، ولكن هل سيحكمنا الله بنفسه؟!…والعياذ بالله..
< أم عبر ملائكته الأطهار؟!… ويستحيل هذا طبعاً..
< إذن لابد من حاكم بشري… أها، كيف يصل هذا الحاكم للسلطة؟!..
< مع ملاحظة أن هذا الإمام ذاته كان قد قطع بحرمة الخروج على الحاكم..
< قال إن الخروج على الحاكم )حرااامٌ(… وإن ظلم..
< فبالله عليكم ماذا فعلنا في دنيانا هذي – كسودانيين – لنُبتلى بكل هذه الهموم؟!..
< ونسيت أن أقول لكم شيئاً مهماً… أو )هماً( مهماً..
< هذا الإمام ينتسب إلى جماعة تشارك في السلطة الآن… وهي مبسوطة..
< طيب، هذه السلطة خرجت على حاكم قائم..
< فهل ذاك الخروج حلال – يا شيخنا – أم هو )حرااامٌ(؟!..
< فإن كان حلالاً فلم تحريم الخروج؟!… وإن كان حراماً فلم تقاسُم )الحرام(؟!..
< ثم إن هذه السلطة )الخارجة( تتبنى الديمقراطية الآن… ولو اسماً..
< فهي إذن – وفق فهم الإمام – حكومة )كاااافرة(..
< وجماعة الإمام أيضاً )كاااافرة( – وستدخل النار – لأنها تقاسم الكافرين السلطة..
< والشيء المحير إن عدو الديمقراطية هذا أستاذٌ جامعي..
< وما لم تكن هي جامعة )بابل( فإن إدارة الجامعة تقترف )حراااماً( بيناً..
< فلا يمكن لهذا الجهل أن يُدرَّس حتى في )تكية(..
< فهي دروس ضد العصر… وضد العقل… وضد الحضارة… وضد الدين نفسه..
< نعم… حتى ديننا الإسلامي علمنا كيف نختار الحاكم..
< فشورى السقيفة علمتنا أن نختار… لا أن نرضخ لمن اختار هو أن يحكمنا قسراً..
< وما حكم أبوبكر… وعمر… وعثمان… وعلي…. إلا بالشورى..
< والشورى هي الديمقراطية… اختيار الحاكم عن طريق التصويت الحر..
< فمن يُحلل – إذن – خروجاً ويُحرم آخر فهو )خااارج(..
< ومن يقبل مشاركة السلطة مع خارج فهو )منااافق(..
< ومن يكفر بشورية الدين فهو )كااافر !!(.