. لم يمض وقت طويل على تعيين لجنة (التطبيع) في الهلال.
. ولا أنقضت أعوام على تسجيلات اللجنة (الكمية) وضمها لمعظم من توهمنا أنهم خيرة المهارات في البلد.
. وقت أن عين دكتور شداد اللجنة هلل غالبية الأهلة سريعاً لأن ما سبق هذه اللجنة كان الخراب بعينه.
. لكن وبسبب عاطفتنا المُدمرة لم يرغب الأهلة في وقفة ولو عابرة أمام شخوص اللجنة، أو الأسباب التي دعت لإختيارهم، أو حتى هذا الاسم الذي قلت أكثر من مرة أنني لم استسغه إلا إذا كان المقصود به التطبيع بمعنى قبول الأهلة بأمور لم تكن معهودة.
. عبرت عن تحفظات محددة في أول ثلاثة مقالات بعد تشكيل هذه اللجنة، وبعد أن أصبحت واقعاً (مُفرحاً) للأهلة حاولت مع آخرين مناصحتهم بما استطعنا حتى لا يقعوا في نفس أخطاء من سبقوهم، ودعوناهم لأن يجتهدوا بقدر المستطاع لتغليب مصلحة الهلال.
. لكن المؤسف أنهم ساروا على ذات الدرب القديم.
. لجأوا لتسجيل عشرات اللاعبين (محليين وأجانب)، فكانت (الخُلعة) التي خُطط لها بدهاء.
. أثنى الكثيرون على تلك الاختيارات ووجدت بعض الصحف أرضية خصبة لتعزيز مبيعاتها، بل ومضى بعض أصحاب هذه الصحف لأبعد من ذلك بتحقيق المكاسب غير المشروعة من صفقات مضروبة لم يستفد منها الهلال شيئاً كما هي العادة.
. وقع بعض أعطاء اللجنة في المحظور أيضاً واستنسخوا الأخطاء ليس بغباء كما يفترض البعض، بل بإصرار عجيب يؤكد أن جُل من يتصدون لمسئولية إدارة هذا النادي لا تهمهم مصلحته ولا تطلعات جماهيره، وإلا لتقدموا الصفوف ببرامج وخطط عمل محددة لخدمة الكيان.
. لكنهم للأسف يأتون وكل زادهم قلمين أو ثلاثة للترويج لهم وإعداد المانشيتات الجاذبة المُضللة لهذه الجماهير التي باتت تشكل أحد أهم أسباب الأزمة للأسف بتغليبها للعاطفة وتسرعها في الأحكام وافساح المجال لهؤلاء المتكسبين.
. وما هي سوى أسابيع قليلة تبدأ بعدها الانقسامات ليس بين مختلف المكونات الهلالية، وإنما بين أعضاء المجلس أو اللجنة أنفسهم.
. ومرد ذلك إلى أن الأقلام التي روجت لهم سعت لمصالحها فقط، وهم أنفسهم تحمسوا للمناصب كوسيلة لتحقيق الشهرة وإرضاء ذوات مريضة لا أكثر.
. انتهت تسجيلات المرة الفائتة بشرورها التي لا تحصى ولا تعد.
. وفشل من هللت لهم الصحف في اقناع أنصار النادي، فتم توجيه اللوم للمدرب السابق زوران وأُنتقد على الدوام في اختياراته وطريقة لعب فريقه.
. وبمرور الأيام، ومع تغيير المدرب انكشف المستور وعاد نفس من كانوا يهللون للتسجيلات للحديث عن ضعف مواهب لاعبي الهلال وعدم غيرتهم على الشعار.
. وصراحة لم أفهم كيف توقع الناس غيرة وروحاً قتالية من لاعبين صنعت منهم صحافتنا نجوماً بين عشية وضحاها وضُموا لكشف الهلال بقرارات إدارية بحتة وبعيداً عن أي تقييم فني.
. وحتى إن افترضنا أن من سُجل بإغراء المال وباع ناديه السابق (في أقرب لفة) يمكن أن يصبح غيوراً على شعار الهلال، فمن أين سيأتيكم هذا اللاعب بالموهبة والفكر الكروي الناضج الذي يمكنه من مضاهاة المنافسين الخارجيين!
. صحيح أن العالم يشهد عصر الاحتراف في مجال الكرة، قلت العالم ولم أقل السودان لأنني غير مقتنع اطلاقاً بتسمية هذا العبث الحاصل عندنا بالاحتراف.
. قيمة اللاعب عندنا تحددها الصحف ومدى درجة الصراع بين إدارتي ناديين، ولا علاقة لها نهائياً بما يقدمه داخل الميدان.
. والآن عادت الصحف لمانشيتاتها المكرورة عن التعاقد مع فلان وشطب علان.
. والمحزن أن التفاعل هو التفاعل وكأن شيئاً لم يكن.
. ما زلنا ننتظر تغيير لاعب محلي بآخر، أو التخلص من أجنبي لم يلعب ولو مباراتين ليحل مكانه بديل نتوهم أنه سوف يحدث الفارق المطلوب.
. مصيبتنا أننا لا نمانع في بقاء أس البلاء وأصل المشكلة، فيما نتطلع للتحسن بإضافة رتوش هنا أو هناك.
. سيتغير الكشف نعم، لكن لن يستفيد من ذلك سوى بعض السماسرة ومن يحركون بعض أعضاء اللجنة كما الدمى.
. وما لم تتغير هذه العقلية الإدارية ويفتح الله علينا برجال أصحاب أفكار وشخصيات قوية يستحيل أن يهنأ الهلال بفريق كرة يملأ العين.