من المنتظر أن تنشر لجنة التحقيق في أحداث فض الاعتصام اليوم السبت نتائج التحقيق، كما جاء في إفادات الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق كباشي، والشارع السوداني ينتظر على أحرّ من الجمر ويترقب نتائج التحقيق في تلك الأحداث التي راح ضحيتها العشرات من شباب الثورة العُزل، وسننتظر مع المنتظرين نتائج التحقيق ما إذا كانت مقنعة أم لا، ولنعرف من هم الذين فتحوا فوهات بنادقهم ليمطروا المعتصمين السلميين بوابل من الرصاص بكل وحشية وبلا رحمة، ليحيلوا عيد الفطر المبارك في كل ربوع السودان إلى سحابة قاتمة من الأحزان، غشيت كل بيت سوداني وكأنها قطع من الليل المظلم..
صحيح أننا ننتظر نتيجة التحقيق وقد أمسكنا عن الخوض في تفاصيل هذه القضية حتى لا نؤثر على سير التحقيقات، ولكن لابأس من تناول القضية في حدود التصريحات التي أطلقها الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق كباشي، ولاضير من التناول طالما أن اللجنة فرقت من تحرياتها وستنشر نتائجها اليوم.
ننتظر اليوم لنرى من هم الذين وضعوا نقطة سوداء في ثوب المجلس العسكري وصوروه بجريمتهم النكراء هذه على أنه قاتل غادر بأبناء شعبه من أجل السلطة، وعلاوة عن كونهم وضعوا كل السودان على فوهة بركان يوشك أن ينفجر في أية لحظة، وأوصلوا الأوضاع بالبلاد إلى هذه الدرجة القاتمة من التعقيد..
إذا صحت رواية الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق كباشي بأن التوجيهات التي صدرت لم تتجاوز فض منطقة “كولمبيا”، وأن ما حدث من تجاوز بالتقدم نحو ميدان الاعتصام وارتكاب المجزرة البشعة التي رآها كل العالم واستنكرها واستبشعها كل ذي ضمير إنساني، إذا صح أن القوة المكلفة بفض الاعتصام تجاوزت حدود التعليمات، فإن مسؤولية المجلس العسكري وتحدياته ستكون أكبر بلاشك، وهو أمر يفرض أسئلة خطيرة للغاية من شاكلة: ما هوية هذه القوات؟، ومن أين أتت؟، وممن استمدت تعليماتها بفض اعتصام القيادة العامة وقتل العشرات وحرق خيام المعتصمين، وحولت الجيش السوداني في نظر الشعب من حامي للمواطنين بنص الدستور إلى قاتلهم غدراً وبلا ذنب؟، وقطعاً فإن جيش بلادنا ليس كذلك! وما هي الجهة التي ضللت هذه القوة بتجديد التعليمات إذا افترضنا أنها نفذت تعليمات لاحقة غير تلك التي أصدرها المجلس العسكري؟.. كل هذه الأسئلة يجب أن يجيب عنها التحقيق اليوم، وإلا فما فائدة انتظارنا هذه النتيجة؟..
وإذا كانت هذه القوات تصرفت من تلقاء نفسها وتجاوزت تعليمات المجلس العسكري، يعني أن هذه قوات تسللت إلى القوة العسكرية المكلفة ونفذت ما أرادت وهذا يعني أن النظام المخلوع له وجود طاغٍ داخل المنظومة الأمنية ويشكل قوة موازية، على أية حال فإننا ننتظر نتيجة التحقيق اليوم، ونتمنى أن يكون المجلس العسكري حازماً في هذا الأمر لأن الدموع مازالت متحجرة بالمآقي، وآهات الحزن لم تنطفئ بعد..
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
