< أرجو ألا يقول من يقرأون هذا العنوان : )الناس في شنو والطيب في شنو(، فما أكتب عنه أمر جد خطير بالرغم من أنه يبدو من الوهلة الأولى غير ذلك. فليست الدنيا كلها مقصورة أيها الناس على )ساس يسوس(!
< عندما تُعلن وزارة الصحة بولاية الخرطوم ممثلة بنائبة رئيس قسم التغذية سوسن محمد الحسن في تعميم صحافي، أن وجبة الأندومي )تتلف خلايا الدماغ وتسبب السرطان وتضعف الذاكرة والقدرة على التركيز وتحدث أمراض الأعصاب بما في ذلك الزهايمر والرعاش(، وبالرغم من ذلك تمتلئ البقالات والأسواق بالأندومي، فإن ذلك يكشف مقدار الاستهتار واللامبالاة التي تسود مختلف جوانب حياتنا الحافلة بالغرائب والعجائب!
< كلي ثقة بصحة ما أقول إنه ما من وجبة يلتهمها كل أطفال السودان مثل الأندومي التي يتناولها كذلك كثير من الشباب والتي أراها بين أيدي كل أطفالي وأحفادي وأسباطي ومعارفي، بل إنها الوجبة التي يهرب أطفال المدارس في فسحة الفطور الى البقالات المجاورة ليحصلوا عليها كونها سهلة الإعداد وبمقدور تلاميذ رياض الأطفال أن يتعاملوا معها بلا أدنى مشقة او عون من الكبار.
< من تراه يتعمد قتل أطفالنا ومن هو المسؤول عن عدم اتخاذ قرار بحظر تلك الآفة السرطانية القاتلة وأين البرلمان والمجالس التشريعية الولائية وقبل ذلك أين مجلس الوزراء القومي والحكومات الولائية، بل أين هيئة المواصفات التي يفترض ويفترض ويفترض، إذا كانت وزارة الصحة الاتحادية او الولائية مغلولة اليد ولا تملك أن تقرر بشأن هذا الخطر الداهم؟!
< نعم.. هي مكتوفة اليدين والقدمين أمام سطوة الحاجة الى الرسوم التي )تجبر( الولايات والمحليات على خرق القانون والتصديق بأكشاك الصعوط التي تتباهى وتتبارى في عرض تلك الآفة بالقرب من المطاعم وفي قلب الأسواق وبجوار بائعات الكسرة. فلطالما حذرت وزارة صحة الخرطوم من خلال الإعلان ولافتات الشوارع من الأضرار الناشئة عن تناول التمباك على صحة الفم والأسنان، بل ومن الإصابة بسرطان اللثة فضلاً عن الأضرار الأخرى.
< والله إنه لمن المؤسف أن تشجع الدولة السلوكيات الضارة، بل والقاتلة بدلاً من مكافحتها. فشعبنا أنظف من الشعوب الأخرى التي عشنا بينها في دول تعج بالعمالة الوافدة، وهو الأكثر اهتماماً بالسواك وبالاستحمام وباستخدام العطور. وكان الأولى أن تقود الدولة المواطنين الى المزيد من الرقي والتحضر ولا تلجئها الحاجة الى تشجيع السلوكيات غير المتحضرة ناهيك عن الضارة.
< إنني لأرجو من وزير صحة الخرطوم البلدوزر مأمون حميدة أن يقود حملة ضارية لمكافحة، بل تحريم الأندومي الذي يعتبر غذاءً رئيسياً لمعظم أطفال السودان.
حسني مبارك .. كما تدين تدان!
< هل ينسى التاريخ للرئيس المصري حسني مبارك إنه أسهم في تدمير العراق واحتلاله وإنهاء دوره في نصرة قضية أمتنا المركزية المتمثلة في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى؟
< أكتب ذلك معلقاً على الكتاب الذي ألفه البرادعي بعنوان )سنوات الخداع( والذي حاول أن يبرئ فيه نفسه من أي دور سالب في الحرب الأمريكية العربية على العراق، رامياً كل اللوم على حسني مبارك الذي باع العراق في مقابل )12( مليار دولار وعقد القمة العربية في القاهرة عام 1990 والتي شرعنت لغزو العراق ثم سرب معلومات لإدارة الرئيس جورج بوش الابن بأن صدام يخبئ أسلحة دمار شامل في المقابر وأضاف البرادعي أن مبارك وظف غزو العراق للخروج من أزمته الاقتصادية!
< العجيب أن بوب وود ورد كشف في كتابه )خطة الهجوم( سر إيفاد مبارك ابنه جمال الى واشنطن قبيل الحرب ليستعجل أمريكا لضرب العراق!
< يحمد للبرادعي أن أصدر كتابه أخيراً شاعراً بالذنب ومحاولاً التنصل عن جريمته كمدير لوكالة الطاقة الذرية خلال تلك السنوات السابقة واللاحقة لغزو العراق.
< أكتب هذا ليعلم القراء الكرام أن الله لا يهدي كيد الخائنين وأن هناك أقزاماً مستعدون في سبيل مصالحهم الضيقة لبيع دينهم ومقدساتهم وأمتهم.
< قبلها قام الرئيس السادات بإبرام اتفاقية كامب ديفيد على حساب القضية الفلسطينية ممكناً إسرائيل من التمدد في الأراضي التي احتلتها عام 1967 في سبيل سيادة منقوصة على سيناء.
< هناك أقزام في التاريخ هم الذين أسلموا رقابهم للاستعمار البريطاني الذي منح اليهود ارض فلسطين بوعد بلفور علم1917 وباتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الأسلاب العربية بين بريطانيا وفرنسا بالتواطؤ مع الزعماء العرب وقتها وما أشبه الليلة بالبارحة وترمب )يبرطع( في ديار العرب ويفعل بهم الأفاعيل ونتنياهو يمهد لإقامة إسرائيل الكبرى من خلال مشاريع يمولها العرب!