> استوقفني حديثٌ أدلى به مطربٌ مغمور..> قال إن (القبح) حال بينه وبين أن يكون مشهوراً..> وقال إن الناس باتوا لا يطيقون المطرب الدميم ولو كان مبدعاً..> ويتقبلون الوسيم وإن كان (أي كلام)..> وإن معايير تقبل المغني – بمعزل عن شكله – تبدلت، وما عادت كما في السابق..> وإن كثيراً من مطربي زماننا هذا يفتقرون إلى الموهبة الإبداعية..> ولكنهم يكملون النقص بـ(رتوش) مظهرية كي ينالوا القبول..> أي لا يكفي أن يكون المطرب مقبول الشكل وحسب وإنما لا بد من (تقليعات)..> تقليعات ذات طابع (أنثوي) في غالبها الأعم..> استوقفني ـ إذن ـ الحديث المؤلم هذا من تلقاء صاحبنا الذي يحسب نفسه دميماً..> ثم لفت انتباهي إلى مجالات أخرى غزتها موضة (الحلو مطلوب)..> وإن كان عاطلاً عن أية موهبة إبداعية..> فرئيس تحرير أعرفه ـ مثلاً ـ طلب وجهاً نسائياً (حلواً) يزين به أخيرة صحيفته.. > وذلك مجاراة لموضة صحافة بلادنا هذه الأيام..> فقد ظن ـ وبعض الظن قبح ـ أن مثل هذه الأقلام تسهم في زيادة توزيع الصحف..> أي أن تكون الوجوه حلوة و(خلاص)، ولا يهم ما تخطه الأقلام..> ولعل عدوى الموضة هذه انتقلت إلى صحافتنا من شاشات تلفزيوناتنا..> من أمثال المذيعة التي (ترحمت) على مطرب (حي يُرزق)..> أو التي جعلت مسقط رأس وردي (صواردة) شمال حلفا..> أو التي قالت إن شهر رمضان قد ولىَّ بـ(بخيره وشره).. > فالجمال وحده ـ دون موهبة ـ هو أشبه بفقاعة سرعان ما (تطرشق) في الهواء..> ولعل في حديثنا هذا عزاء لصاحبنا هذا..> صاحبنا الذي (حرد) الغناء بسبب (شناته) حسبما يقول..> رغم إنه مفترع البصمة الغنائية التي (تميز) غالب أغنيات شباب هذا الجيل..> أو ربما (تقبحها) إن أُسيئ استخدامها في الأغاني الخاصة.. > وإن أراد المزيد نهديه (فلسفة) صديقنا علاء الدين محمود سيد أحمد..> و هي ما زالت حاضرة في ذهني إلى يومنا هذا..> فلسفة جمالية أطلقها لنا قديماً – بحلفا – حين كان الإحساس بالجمال جميلاً..> ففي رأيه أنه ما من أنثى قبيحة مهما ظنت في نفسها خلاف ذلك..> فهناك جوانب جمالية مستترة قطعاً، فقط تحتاج لمن يسبر أغوارها..> وكذلك الأمر بالنسبة للذكور إن أردنا تعميماً لهذه الفلسفة..> فلا تجعل قبح (الفكر) يطغى على جوانبك (الجمالية) أيها المطرب الجميل.. > فإن رفضت حديثنا هذا فأنت فعلاً كما ظننت نفسك..> شيـــــــــــن !!.من أرشيف الكاتب نظراً لاحتجابه