حكى أحدهم: في حلتنا كان في سرقة بتاعت محاصيل شديدة، اتفق سبعة أنفار من أصحاب المحاصيل أنهم يجيبوا العوض ود العمدة يمسك ليهم عيشهم ويخزنه عنده لأن سور بيته عالٍ وعندو سلاح وما بتسرق بسهولة مقابل إنه يدوهو حاجة رمزية، خمسة أنفار كل واحد سلم العوض شوال عيش واحد، لكن البلولة سلمو شوالين والخضر سلمو تلاتة شوالات، نط الخضر قال يا أخوانا العوض ده يمكن ينكرنا ويقول ما عندكم عندي شي أها بعدين نقبل وين؟
اتفقو إنه يكتب ليهم ورق بي عدد شوالاتهم ويختمو ليهم قدام شيخ الحلة
هاك إنت عندك واحد شوال دي ورقة مكتوب عليها واحد شوال متى ما جيتني البيت وجبت معاك الورقة دي بديك شوالك حتى لو ما لقيتني بتلقى أولادي، هاك إنت ديل ورقتين عندك شوالين، هاك إنت ديل تلاتة ورقات وهكذا، بقى العوض الآن عندو عشرة شوالات عيش حقت ناس وسلمهم عشر ورقات أو ايصالات تثبت أنه عندهم عندو عيش، يقوم الخضر صاحب التلاتة شوالات يحتاج لي غنماية مشى لي جارو ود أحمد قال ليهو أنا ما عندي قروش لكن عندي شوالات عيش عند العوض بديك منهم اتنين وتديني الغنماية، أها الخضر قال ليهو بدل ما نمشي ونتلتل العوض أنا بديك الورقتين خلاص بقن حقاتك وإنت متى ما حبيت تشيل شوالاتك أمشي للعوض وفعلاً ود أحمد شال الورقتين، يقوم ود أحمد ذااتو يحتاج لي طوب لأنو حيطتو وقعت، مشى لبتاع الطوب وأداهو ورقة من الأداهن ليهو الخضر وقال ليهو دي فيها شوال عيش عند العوض أديني بيها طوب.
وهكذا الناس بقت تتعامل بي وريقات العوض بدل ما يتلتلوهو.
اهاااا يقووم العوض يتزنق في عملية لي بتو وبتاع الدكان أبا يدينو وفتش سما واطة لي زول يدينو ما لقى، جاتو فكرة شيطانية قال طالما الناس بقت تتعامل بي الورق بتاعي من غير ما يجوا يشيلوا عيشهم، أنا بس اكتب ورقة زيادة بتاعت شوال عيش وامشي أديها الدكتور أقول ليهو عندك بيها شوال متى ما حبيت تشيلو حبابك، ومافي زول حيعرف إنه أنا كتبت ورقة جديدة، وأساساً مافي شوال عيش لأنه مافي زول بجي يفقد عيشو، وفعلاً الأمور مشت والعوض ما انكشف.
بعد فترة تاني اتزنق وعمل نفس الحركة مرة ومرتين وتلاتة، لكن الطامة الكبرى أن الشغلانية جلَت ليهو لمن فكر يبني ليهو غرفة في البيت عشان يوسع على وليداتو، فقام كتب ليهو15ورقة بدل ما كان بكتب واحدة، وفعلاً وزعهن على بتاع الأسمنت وبتاع الطوب والبنايين وبني الغرفة، الناس في الحلة حسوا أن الورق ده كتير وأن العوض ده بتلاعب فقرروا إنو يمشوا يشيلوا عيشهم، لكن العوض بدأ يتزاوغ منهم، مرة يقول ليهم المفتاح ما معاي، ومرة يقول ليهم أنا أسي عيان كدي تعالوا بكرة، المهم اشتكوهوا لي شيخ الحلة، وجابوا البوليس وأي زول عندو ورقة جابها وجا، وكسروا المخزن ولقوا الشوالات العشرة، لكن الطامة الكبرى أنه في 30 نفراً كل واحد شايل ورقة مختومة من العوض إنو عندو بيها شوال، يعني تلاتين ورقة وعشرة شوالات وكل واحد بقول أنا ما عندي شغلة بس عاوز شوالي.
المهم العوض أخد ليهو دقة كاربة واتسجن، بقى هسي كيف يحلوا المشكلة تلاتين ورقة وعشرة شوالات!! شيخ الحلة قال عشان ما تحصل مضاربة ومشاكل بين الناس ديل أنا بس اقسم الشوالات دي بينكم بالتساوي وكل زول يطلع ليهو تِلِت )١/٣ ( شوال، كده بقى أي زول خسران ليهو تلتين شوال بدون ما يشعر، وحتى بتاعين الطوب والأسمنت اللي ماعندهم شغلة بي عيش ولا شوالات طلعو خسرانين في صمة خشمهم، والورقة الكانت بتجيب ليهم شوال بقت تجيب ليك 1/3 تِلِت شوال والمستفيد الوحيد هو العوض، يعني ببساطة العوض سرق من كل واحد 2/3 تلتين شوال من غير ما يهبش الشوالات، بسسس ده ياهو التضخم ببساطة، وده ياهو البعملو بنك السودان والدولة في الناس، الناس خسرانين وما جايبين خبر..
لك الله يا وطني.