صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

“سوداتل”.. مبرووووك

17

فيما اري

عادل الباز
“سوداتل”.. مبرووووك

‏‏‏‏
لو كنت عضواً في مجلس إدارة سوداتل لاقترحت منح السيد طارق حمزة نجمة الإنجاز، لسببين الأول.. في عهده وقف نزيف غينيا الذي ظل مستمراً لأعوام وفعل الأفاعيل بجسد سوداتل. السبب الثاني الشفافية التي تمتعت بها الشركة وهي تعلن في بيان موقفها من استثماراتها الخارجية )انترسل( كان ذلك حلماً بالنسبة لنا، ففي زمان مضى لا أحد في إدارة سوداتل يتحدث أو يعلن عن أي شيء، فقط تطبخ الميزانيات ويتم التلاعب بالأرقام لإخفاء الخسائر والشركة من الداخل تتآكل حتى فاقت مديونيتها يوماً رأسمالها.
2
قبل سنوات كتبت عن الاستثمارات الخارجية لسوداتل منوهاً لعدم جدواها في ذلك الوقت، إذ أرهقت خسائرها كاهل الشركة وعصفت بأسهمها في سوق أبوظبي للأوراق المالية. بعد سنوات تعافت تلك الاستثمارات في موريتانيا ثم السنغال، ولكن ظلت غينيا )انترسل( تحقق خسائر سنوية تكاد تلتهم ما حققته الاستثمارات الأخرى. ظلت )انترسل( تسجل خسائر أكثر من عشرة ملايين دولار سنوياً. حين كنت أنبه لهذا النزيف كانت )العصابة( المسيطرة على المقاليد والمستفيدة من نهب سوداتل وقتئذٍ تدعي أنني أعمل ضد سوداتل، بل ودونت بلاغاً ضدي يطالب بـ800 مليون دولار كتعويض عن الأضرار التي لحقت بسمعتها.. تصوروا..!!. شكراً طارق حمزة فلقد أكدت أن ما كنا نقوله صحيح.
3
القرار الذي أصدرته الجهات المختصة في غينيا بإنهاء خدمات )انترسل( أدى الغرض تماماً وهو المساعدة في وقف النزيف، وأعتقد أنه وقع لسوداتل في جرح.. فلقد ظلت مترددة في اتخاذ القرار الصعب وخاصة بعد إيقاف شركة ZTE الصينية التعامل مع سوداتل بسبب المقاطعة الأمريكية التي لا تزال تسلط سيوفها على الشركات السودانية. توقف ZTE يعني فقدان الدعم الفني والصيانة والإسبيرات التي كانت سوداتل تستوردها من الشركة لأجهزتها، وهذا يعني أن انترسل لن تتمكن من المنافسة في سوق غينيا الذي يعمل بها أكثر من خمسة مشغلين، البقاء في سوق ضعيف وبه تنافس عالٍ وبدون دعم فني وتطوير، يعني مزيداً من الخسائر للشركة.
4
تواجه الآن سوداتل ثلاثة تحديات رئيسية؛ الأول يتعلق بتجاوز الإشكالات الفنية المترتبة على وقف شركة ZTE تعاملها مع الشركة، فتكاد تكون كل الأجهزة من هواوي وZTE فكيف يمكن الانتقال لشركات أخرى دون أضرار أو خسائر كبرى. التحدي الثاني يتعلق بتطوير الاستثمارات الخارجية وجعلها أكبر ربحية. والتحدي الثالث يتعلق بتسريع خطوات الشركة وزيادة قدرتها التنافسية في السوق لأجل رفع حصتها في سوق الاتصالات بزيادة مشتركيها وتنوع خدماتها من خلال توسيع شبكتها وتقويتها.
الحقيقة أن تلك التحديات تواجه كل شركات الاتصال بالسودان.. نحن على أبواب الجيل الخامس وكل الشبكات تدهورت وبحاجة لاستثمارات ضخمة.. سوداتل التي تتعافى الآن عليها أن تعمل للمستقبل بتجاوز تلك التحديات.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد