وصل عدد الشهداء بعد الانقلاب الى ٦٠شهيداً بعد أن إرتقت بالأمس الأول ارواح ثلاثة شهداء في مليونيات السادس من يناير ، هذا الارتفاع يؤكد وحشية السلطات الأمنية وما تمارسه من انتهاكات واضحة في حق المدنيين السلميين العزل ، ٦٠شاباً في ريعان شبابهم وفي بداية مشوار حياتهم ، يفقدهم الوطن في أقل من ثلاثة أشهر مقابل تشبث الانقلابين بمناصبهم وتمسكهم بالسلطة ، بعد ان اطلق البرهان العنان لقوات جهاز الأمن الذي يبدو أنه عاد (متعطشاً ) لحصد الارواح وسفك الدماء.
لم تتوقف القوات الامنية عند اطلاق الرصاص على المتظاهرين وقمعهم والاعتداء عليهم واعتقالهم بل تجاوزت صلاحياتها وتحولت ، الى قوات باطشه تشيع الفوضى وتمارس القتل والبطش والرعب داخل المرافق العامه ، وسط العاصمة الخرطوم وتخطت حدودها من مواقع التظاهرات واصبحت تقتحم المستشفيات دون مراعاة لحرماتها لترعب المرضى وتسبب في إزعاجهم وإرهابهم وربما تعرض حياتهم للخطر والموت اختناقا واقتحمت بالأمس القوات الأمنية مستشفي الأربعين بأمدرمان اطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافه داخله.
والحادثة سبقها اقتحام للقوات الأمنية من قبل في نوفمبر الماضي لمستشفيات الفيصل وفضيل والتي استهدفت عدداً من الثوار المصابين داخل أقسام الحوداث كانت قد أظهرتها صوراً ومقاطع دخول قوات ترتدي زي الاحتياطي المركزي والشرطة لداخل المستشفيات واعتقال عدد من الثوار ومطاردة المرافقين وضربهم بوحشية .
مانعيشه من واقع يستوجب التدخل الفوري لمنظمات حقوق الانسان ، فالشعب السوداني تحصد ارواح شبابه وفلذات اكباده بطريقة مقصودة ومقننه ، فالفريق البرهان عندنا أعاد صلاحيات هذا الجهاز الوحشي القمعي كان على يقين ان الجهاز سيكون اداة البطش الوحشية ، وهذا يعني ان قتل الثوار خطط له بنية مسبقة وهذا هو مايستحق الوقوف عنده من منظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة.
فالأخطر ليس في قتل الثوار وحسب انما في القوات التي تقوم بقتلهم انها تمارس هذا الإجرام استناداً على ما منحه لها البرهان من حرية كاملة فهي لاتخشى اي عقوبة او محاسبة ومن أمن العقوبة اساء الأدب.
ويتواصل سلسال الدم في شوارع الخرطوم ويستمر ضرب خيام العزاء ، هذا الواقع الذي تغطيه سحب الظلم والظلام المؤسف انه ليس هناك ضوء في الأفق لقرار سيادي او سياسي يصب في عملية وقف موت الثوار من قبل المسئولين في المجلس السيادي فلجنة الامن والدفاع لم تجتمع الا لتعبر عن قلقها فقط عن الذي يحدث لانها تعمل لأمن ودفاع القادة وليس الشعب السوداني .
والمجلس السيادي لم يقاطع الاعضاء فيه جلسة او اجتماع واحد تعبيرا عن رفضهم لما يحدث من انتهاكات واضحة ضد المدنيين ، فنحن لا ننتظر استقالاتهم الجماعية ، هذا لايستطيعون فعله لطالما وافقوا بدءاً على المشاركة في مجلس لايلبي الا طموحات رئيسه ، لكن أين ضمائركم
كما انه من الغريب ان يقف شركاء السلام موقف المتفرج ، وهم يرون بأم اعينهم القوات الأمنية تمارس أفظع انواع الجرائم ، ليتحولوا الي شركاء حرب لاسلام ، ام ادانتهم وشجبهم واعتراضهم لايليق بهم وهم في سدة الحكم والسلطة ؟!
تشبثوا جميعا بمناصبكم وبقوة ، لكن تيقنوا ان زلزال الثورة عندما (يخلخل ) رأس الهرم سينهار معه البنيان المرصوص ، وما اسهل زوال مابني على باطل ،تذكروا التاريخ لن يرحمكم جميعاً .