(1)
أعجب من تلك الاصوات التي عادت تنهش في (الثورة) وحكومتها، وتحن بشيء او اخر للنظام البائد– من منطلق شيء في نفس يعقوب او شيء في رقم الحساب.
أعجب لهم، فقد كانت نفس الاصوات التى تنتقد في الاوضاع الآن يرفعون شعار (هي لله ..هي لله) عندما كانت كلها لهم، بما في ذلك دمغة الجريح وزاد المجاهد ومتنزه الشهيد– اراضي استثمارية، واخرى زراعية تحولت لدواع مادية الى (سكنية) وحوافز ونثريات تخطت نثريات المكاتب ودخلت حتى لبيوتهم لينالوا (علاوة الزوجة الثانية).. وقتها يا سادة حتى لا ننسى لم يبق لهم إلّا ان ينالوا (علاوة) على (رضاعة) اطفالهم الصغار، من خزينة الدولة.
أعجب منهم وهم عندما كانوا يقولوا (ما لدنيا قد عملنا) كان يتصارع نواب برلمانهم (الوطنيون) على اقساط (السيارات)، وكانت تتقطع انفاسهم في الحصول على قطعة ارض (استثمارية)– دخل في ذلك حتى مجموعة من (الصحفيين) حصلوا على اراض استثمارية عن طريق (اعمدتهم).
ما حدث من جلسات ونقاشات وحوارات في شأن اقساط سيارات اعضاء البرلمان واعفاءات وزارة المالية لم نشهده منهم في غرق (22) طفلاً في نهر النيل بمحلية البحيرة.
يقاتلون من اجل تمديد اقساط (سياراتهم) – ولا يلتفتون الى اطفال غرقوا في النيل بسبب تهالك (المركب) التى تنقلهم للضفة الثانية من النهر.
الذين يشكون من الغلاء الآن وفي بالهم العهد البائد– عليهم ان يعلموا ان نواب (المؤتمر الوطني) في عهد حكومتهم التى سقطت كانوا يصفقون عندما يعلن وزير المالية عن رفع الدعم او زيادة جديدة في اسعار السلع، وقتها كانوا كأنهم يسمعون للنعام آدم عندما يقلب طنبوره طرباً ويضعه على كتفه وهو يغني بصوته الساحر الصباحي البديع (الزول الوسيم في طبعو دائماً هادي).
(2)
عليكم برب الكعبة هل نسيتم انه حينما كان مشروع الجزيرة يهلك وتبدد ثوراته الزراعية، ويجوع طيره وتغلق المصارف وتقطع المياه، ويدخل المزارعون من جراء ذلك للسجون بسبب عجزهم عن سداد اقراض زراعة القطن والقمح كان رئيس الجمهورية يحدثنا عن (مزرعته) الخاصة كيف لها ان تنتج (العنب والبلح) و(التين والزيتون) ؟– وكيف يزيد رئيس الجمهورية دخله المادي من مزرعته في الوقت الذي كانت فيه (الزراعة) في السودان حرفة تؤدي الى السجن مثل تجارة المخدرات.
رفعوا شعار (ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) فلا مزرعة اكلنا منها ولا مصنع لبسنا منه– حيث تحوّلت الزراعة في عهدهم الى مجرد (قروض) من البنوك و(سلفيات) – وتحوّلت (المصانع) الى اوكار للقطط والكلاب الضالة.
وزراء المالية في عهدهم تحولوا الى (مضاربين) في العملة – وتحول وزراء الزراعة والصناعة والصحة والولاة الى مستثمرين، يتجارون في السكر والقمح والسيخ والاسمنت والانترلوك والعملة الصعبة والادوية والمستشفيات الخاصة.
الذين ينتقدون الآن في حمدوك وحكومته كانوا لا يملكون حينها غير الحديث عن مهرجانات السياحة والتسوق في ولايات السودان المختلفة ومهرجان الاغنية الوطنية ومعارض المتحف القومي الثقافية.
هؤلاء يحدثونكم الآن بتلك الحرقة لأن سفرياتهم الخارجية قطعت، ونثرياتهم (الدولارية) منعت– وتهددت مصالحهم وتراجعت اسهمهم، واصبحوا يقفون مع (الشعب) في صفوف البنزين والخبز، بعد ان كانوا يقضون حوائجهم بالتلفون.
(3)
هذه الفترة معاناتها جزء من الثورة– الحكومة الانتقالية بكل اخفاقاتها سوف تكمل مرحلتها لتأتي حكومة يختارها (الشعب) وتفوضها (الصناديق).
نحن نتعامل مع حكومة (انتقالية)– حكومة (مرحلة)– ليس كما كنا نتعامل مع الحكومة السابقة والتي كان (البشير) في كل دوراتها وكل مراحلها هو الرئيس– قبل الانفصال وبعد الانفصال– قبل الحوار وبعد الحوار– مع القطط السمان وبدون القطط السمان– في كل هذه الانتقالات منذ ان ذهب الترابي الى كوبر (حبيساً) وجاء البشير الى القصر (رئيساً)، وهو في مقعده الرئاسي ذلك يخرج معتز موسى بالباب من (الكهرباء) ليدخل الى (المالية) بالشباك.
ايلا من الطرق والجسور الى البحر الاحمر الى الجزيرة حتى جاء رئيساً للوزراء.. وهارون من وال الى مساعد للرئيس– وكذا الحال بالنسبة للاخرين الذين تتعدد مناصبهم ولا تختلف وجوههم.
(4)
بغم /
لو ان (الانقاذ) ما زالت في السلطة حتى الآن، لقال لنا اعلامها وقياداتها ان ما يحدث بسبب فيروس كورونا في امريكا وروسيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا هو من ترجمان لشعارهم المبارك (امريكا ..روسيا قد دنا عذابها).