في خطابه الأخير أمس الأحد أمام جمع من المواطنين، أراد نائب رئيس المجلس محمد حمدان حميدتي أن يوصل خمس رسائل رئيسية ليس في بريد قوى الحرية والتغيير فقط كما جرت العادة إنما للإعلام والسياسيين وحتى البسطاء من المواطنين.
بدءاً، وضع حميدتي نقطة خلافية جديدة اتفق عليها الطرفان مسبقاً وهي المجلس التشريعي وطريقة الترشيح فيه معتبراً أن بها نوعا من الفرض على المواطنين لأنها “غير ديمقراطية”.
وبذلك يقصم حميدتي القشة الأخيرة للاتفاق.
ويشكك نائب رئيس المجلس وأعضاء المجلس ككل بوجود إعلام سوداني نزيه، فيصفه بـ”التعبان” مما تسبب بأن يكون المجلس العسكري “مظلوم”..!
المشكلة “الحسنة” أن نهج الإعلام السوداني المستقل هو ذات نهج الإعلام العالمي حالياً في التعاطي مع الأحداث، بنقل المشاهد كما هي والاستماع لشهود عيان، وهو ما لم يُعجب المجلس.
وانتقل حميدتي إلى نقطة الانتخابات مؤكداً أنها يمكن أن تكون بمراقبة دولية ومحلية، ليشير بذلك إلى ما يفكر به المجلس ليجد شرعية بانتخابات سريعة، لكنه يتجاهل أنها بهذا الشكل لن تكون مقنعة.
ويعود نائب رئيس المجلس للتلميح إلى أن على الأحزاب العريقة التي تتفق مع رأي العسكر بالمشاركة في المجلس السيادي داعياً إياها بالظهور وتحمل مسؤولياتها..
وهذه الدعوة التي تظهر بين فينةٍ وأخرى كأنها تلمح لإمكانية شق صف قوى الحرية والتغيير وهو ما نفته الأخيرة.
وكانت أكثر الرسائل البارزة تحدُث حميدتي بفخر واعتزاز عن نفسه ومحاولته التقرب إلى الشارع.
بمصطلحات وعبارات وقول وتكرار إنه لا يريد الحكم والمنصب ولا يخاف سوى من الله..
هي المخاطبة الثانية خلال ٢٤ ساعة بعد صمت طويل لحميدتي، وستتوالى مخاطبات بقية أعضاء المجلس خاصةً التي تتحدث عن أحلام وأماني البسطاء في الأمن ومحاربة الفقر وإنشاء مشاريع خدمية.
صحيح أن المجلس كما قوى الحرية والتغيير ليست على قلب رجل واحد، فالآراء متباينة والرؤى مختلفة لكنها تخرج بقول واحد، وهو ما يضع الأخيرة في ذات الخانة ويحتم عليها دراسة مجمل التصريحات للخروج بخارطة طريق واحدة متفق حولها.