كثرت في الآونة الأخيرة الفيديوهات الملتقطة لبعض من أسميهم برجال آخر الزمان الذين يتبارون في فتح (رُبط) الأموال، ليبدأ الواحد منهم في إلقائها على إحدى المهرجات اللاتي يُطلق عليهن مجازاً لقب “مطربات”.
. مؤسف جداً أن يصل بعض رجال بلدنا لهذا المستوى من التردي السلوكي، وأن تنعدم عندهم النخوة ويضعف عندهم الإحساس بالآخر.
. قد يقول قائل أن هذا جزء من تقاليد راسخة لكن شتان ما بين الأمس واليوم من ناحية الظرف العام، وفي الأهداف التي من أجلها (ينقط) الرجال للمطربات.
. فغالبية أهل البلد يعيشون حالياً أوضاعاً اقتصادية مزرية، لدرجة أن الكثيرين لا يملكون ما يوفرون به خبزاً يابساً لصغارهم.
وكم من ميسور حال (إنسان) يوفر وجبات يومية لأطفال المدارس لأن جُلهم يتضورون جوعاً خلال يومهم الدراسي.
. وكم من شباب متدفقين إنسانية نذروا أنفسهم لتوفير الدواء للمئات من فقراء بلدي الذين لا يملكون قيمة حبة البنادول.
. وحين تشاهد في مثل هذه الظروف القاسية رجلاً يفرغ آلاف الجنيهات على كتفي مُطربة (مُفترضة) أو على الأرض من حولها، فليس أمامك سوى أن تصف هذه الفئة ب (رجال آخر زمن).
. لو كنت رجلاً وإنساناً بحق وحقيقة يا عزيزي (النقاط) لوجدت وسط أفراد عائلتك الممتدة، أو جيرانك ومعارفك من هم أولى من مطربات الغفلة اللاتي ربما تملك الواحدة منهن أكثر مما لديك من أموال تتباهى بها.
. بلد تثري فيها (الغنايات)، بينما يجوع علماؤها ومثقفوها وبرضو نلوم زماننا!!
. فكرت في تناول هذا الموضوع منذ عدة أيام، وما ذكرني به في هذه اللحظات هو هذا الفيديو المرفق لطفلين اعتقادي أننا نسيء لهما بتصويرهما على هذا الحال.
. فبمثل هذا السلوك نخطيء كثيراً في تربية الصغار.
. هناك الكثير مما يمكن أن نعكسه عبر هؤلاء الصغار إن كان لابد من تصويرهم ونشر فيديوهاتهم، بدلاً من تنشئتهم على مثل هذا.