مالي أرانا وقد صار حالنا مثل حال ديك المسلمية الذي يقال أن بصلته قد إستوت وهو ما مازال يعوعي غير مكترث لمصيره المحتوم.
. فالعديد من بلدان الإقليم منشغلة بتقسيم بلدنا والاستئثار بثرواتنا بتنسيق تام مع بعض عملائها المحليين، ونحن ما زلنا نعيش وهماً اسمه اكمال ثورة ديسمبر المجيدة.
. تغادر الوفود وتُقعد اللقاءات المشبوهة هنا وهناك، بينما نهدر نحن الوقت والطاقة في الجدل العقيم حول قانون للأمن، علماً بأن الاختراقات بدأت منذ وقت مبكر ورضخنا لها الواحد تلو الآخر
يتقرر عقد مؤتمر باريس فنهلل لمدنية لم نر لها أثراً حتى اليوم، ونصفق لحمدوك الذي نصر على منحه ما لا يستحقه دون أن نسأل عن المنظمين والمشاركين والأهداف الحقيقية والمستفدين من هذا المؤتمر. .
. تتضح خيوط المؤامرة الإقليمية والدولية كل يوم وبعضنا ما أنفكوا يتوهمون أن كل معارض لما يجري لابد أن يكون (كوزاً) أشر.
. يتردد بعض كبار قادة أحزابنا بشكل شبه يومي على منزل ومكتب البرهان، بينما نحتفي بمدنية زائفة نردد أنها أتاحت لنا ما لم يكن ممكناً إبان حُكم (المقاطيع).
. فهل ضحى المئات من أنضر شباب الوطن بأرواحهم الغالية من أجل أن نهنأ نحن فقط بحرية تعبير (محدودة) وننشغل بالجدل الرتيب في الوقت الذي يفلت فيه الوطن من بين أيدينا!!
. لا والله فقد تحمل شباب وشابات الوطن الأذى والضرب والركل والإهانات على مدى أشهر طويلة وفقد بعضهم أرواحهم من أجل تغيير حقيقي يعود معه الوطن لأهله الحقيقيين.
. فما الذي تحقق حتى الآن من هذه الثورة العظيمة وغير المسبوقة!!
. لم يتحقق شيء ملموس.
. ويبدو حالنا كمن استبدلوا أحمد بحاج أحمد.
. والمؤسف أن الوئام على أشده بين أحمد وحاج أحمد.
. فالكثير من (مقاطيع) النظام البائد (جزئياً) ما زالوا يُمسكون بالكثير من الملفات الهامة بأمر وموافقة رئيس الحكومة الذي صنعنا منه أسطورة وهو ليس كذلك، وبترتيب من قادة مجلس السيادة المعروفين بإنتماءاتم لنظام المخلوع.
. فهل أصبحنا ديوك مسلمية ليس أمامهم سوى الهلاك وفقدان الوطن ونحن لا نزال نتوهم الأشياء ونلهث وراء السراب