(1)
يقول سيدنا عيسى عليه السلام (إذا ضربك احدهم على خدك الايمن، فادر له خدك الايسر) ولكن وبعد ان تكون نلت ضربتين على الخدين، فلا احد يعرف ماذا ستكون ردت فعلك، ؟واليوم أنظر بهدوء في كل الاتجاهات، فسترى ان كل زول اخلاقه في (رأس نخرتو) ولا يطيق حتى ان تنظر اليه، وكل من لاقيت يشكو دهره وزمانه وواقعه، وأي زول ولو (هبشته) ودون قصد جنائي، او أنك مبيت النية لعمل سيئ، وفوراً ينفجر في وجهك، شتما وسباً، وربما يلحق الشتم والسب والديك، دون ذنب، وتحمد ربك يامؤمن انه لم يخرج سكينه من تحت القميص او من تحت العراقي و(يجقدك) اي يطعنك كذا طعنة ربما كانت قاتلة ومميتة، أيها المسؤولين، أسواقنا تعج وتطج وتمتلئ وفيها وبها كل انواع الاسلحة البيضاء (شئ سكاكين وشئ سواطير وشئ فرارات وشئ مطاوي وعكاكيز وأشياء وأشتات) من كل الاسلحة البيضاء، التي يحملها الناس، نهاراً جهاراً، ويدخلون بها للاسواق، وحسب احصائية (معاينة ومشاهدة ساكت) فان كل خمسة اشخاص تجدهم في السوق، تجد اربعة منهم ، يحملون أسلحة بيضاء، هذا غير التي معروضة للبيع على الارصفة والشوارع، أيها الناس (بعد اذنكم) أريد ان أتقمص دور جدتي الفاضلة زرقاء اليمامة، وأعيد على مسامعكم (إني أرى تحت الرماد وميض نار أخشى ان يكون لها ضرام)،
ونترك للاجهزة التشريعية والامنية كيفية معالجة حمل الاسلحة البيضاء وكيفية عرضها وتسويقها فهم أكثر معرفة ودراية بشئون تنظيم حمل وحيازة الاسلحة، والعقوبات التي يجب ان تفرض على المخالفين.
(2)
والابن (x)جالساً وسط أصدقاءه، فقال لهم (أبي يغزو وأمي تتحدث) صارت مثلاً، واصل الحكاية ان والد الابن السابق ذكره، ، ذهب للغزو، عندما كانت الاراضي العربية لا تعرف الحدود ولا رجال الجمارك ولا رجال الامن ولا المتاجرين بالبشر، فذهب (عمك)للغزو، وعاد سالماً غانماً، وجلس وسط اصحابه يحدثهم عن غزوته الناجحة، وماذا كسب وربح منها، ولكن زوجته الشليقة (Y)، كانت له بالمرصاد، وسريعاً ما أخذت (المايك) او خيط الكلام من الزوج، وجلست تسرد وتقص حكاية غزوة زوجها وتضيف اليها المزيد من توابل وبهارات الخيال، ولم تترك أحداً في القرية إلا وحدثته عن غزوة زوجها المباركة والناجحة، ولما تضايق الابن من روايات أمه المتعددة، قال (أبي يغزو وأمي تتحدث) واليوم نقول للمشاركين في جولات التفاوض والحوار حول السلام في مناطق دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، أنتم إستلمتم (المايك) من الشعب الذي شارك فعلياً وأصابه ما أصابه من جراء المشاركة في الحروب ضد النظام البائد، وتأتون أنتم وتتحدثون نيابة عنهم، فهم يغزون وأنتم تتحدثون!!أين مشاركة اصحاب الوجع وشركاء المصيبة والكارثة في جولات التفاوض؟ ان قرار الوصول الى سلام مستدام، يجب ان لا يترك للسياسيين واصحاب الحركات كفاح او سلاح، ولقد جربنا أمثالهم وأشباههم الذين شاركوا في إتفاقية نيفاشا، فماذا كانت نتائج هذه الاتفاقية، إنفصل الجنوب وأنشأ دولته، ولم تتوقف الحروب حتى اللحظة، واثرياء وأمراء الحرب و(العكننة)زادوا ثراءً، وإحتمال (نص كم) ان بعض
السياسيين السابقين الذين شاركوا في نيفاشا، ربما يكونوا مشاركين اليوم في مفاوضات وحوارات جوبا، عاصمة التفاوض التي لم يرضى عنها بعض اطراف حركات الكفاح المسلح، بالمناسبة نتفق مع الفريق اول محمد حمدان دلقو، نأئب رئيس المجلس السيادي ونشكر (معه) دولة تشاد الكريمة، والتي إستضافت وأعاشت ثلاثة الف لاجئ سوداني نزحوا من ديارهم وتركوا وطنهم، ولكن نسأل سعادة الفريق من السبب الرئيس الذي جعلهم يفرون من نيران الحرب؟ والله يجازي الكان السبب!! وصدق المثل السوداني الذي يقول (التسويه ايدك يغلب أجاويدك)!!