صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حرب المجلس ضد الشعب

11

بلا حدود

هنادي الصديق

حرب المجلس ضد الشعب

لا شعوريا وجدت نفسي في قمة الإستعداد النفسي للقادم بعد فترة إكتئاب وعزلة مهنية وإجتماعية قاسية، اليوم فقط بت متيقنة أن شعب السودان شعب غير كل الشعوب التي عرفتها واحترمت وطنيتها وحبها اللا متناهي لدولتها.
تابعت بشغف كبير الحملة الإسفيرية التي تنادي بإعلان الإضراب السياسي تمهيدا للعصيان المدني، وبحجم التجاوب الكبير الذي وجدته من جموع السودانيين وغير السودانيين من المحبين للحرية والإنعتاق من حكم الفرد والعسكر، بت متأكدة ان الشعب السوداني، شعب لا يُهزم ولن يُهزم طالما ان (الروح التي تتلبسه)، متعلقة بتراب الوطن وعاشقة له ورافضة لعودة لمربع الذل والإهانة والبؤس والفساد.
فالمعركة الآن لم تعد معركة أحزاب ضد أحزاب، أو معركة شعب ضد نظام او جماعة سياسية أو دينية متطرفة، او بين قوى سياسية ومجلس عسكري، المعركة الآن هي معركة جميع أبناء وبنات الشعب السوداني بجميع فئاته إلا من أبى، معركة البقاء فيها للوطن بالتأكيد فالجميع ذاهبون بينما الوطن هو الثابت الوحيد.
كشف المجلس العسكري الانتقالي عن حقيقته بصورة رخيصة ومبتذلة، وعكس اسوأ وجه للمؤسسة السيادية وداس على شرف العسكرية في سبيل الحفاظ على مكتسبات شخصية وحزبية ليس من بينها الوطن بالتأكيد.
حميدتي يمثل الوجه الحقيقي لبقايا النظام البائد بأمر الشعب، كشف أيضا عن عقلية بدائية في كل شئ، وعدائية من كل النواحي، وسبق أن كتبت عن هذا الامر في هذه المساحة ونالني منها الكثير ممن كانوا يعتقدون في الرجل العقلانية والإنحياز للمواطن، وحانت الآن لحظة الحقيقة التي لا مفر منها وهي بيع الوطن ممثلا في المجلس العسكري القابض على السلطة بقوة، لدول المحور الخليجي، يقف من خلفه طاقم إستخباراتي كبير بقيادة الجاسوس (طه عثمان)، المدعوم اصلا من حلف السعودية الامارات مصر، الرافض للحكومة المدنية بشدة.
وبما ان هذا المخطط بات مكشوفا وحميدتي أظهر عدائيته لخيار الشعب في حكومة مدنية صرفة، وتأكيد ذلك بإلغاء حظر النقابات والإتحادات المهنية (الكيزانية) مرة أخرى للمشهد والإستعانة بها في ضرب الثورة وإفشال الإضراب السياسي والعصيان المدني، بجانب فكَ تجميد الحسابات البنكية للعديد من فلول النظام ورموز الفساد والإستفادة منها من خلال تسويات لتسيير دولاب العمل بالدولة حال قيام العصيان، كل ذلك يعني بداية الحرب الحقيقية بين المجلس العسكري ومليشيات الدعم السريع ضد الشعب بغرض فرض واقع جديد فصَلته دول المحور لجعل السودان دولة خاضعة لسيطرتها والإستفادة من ثرواته من ناحية ومن ملشياته المرتزقة وجيشه من ناحية أخرى، أما الشعب فليذهب للجحيم.
الكرة الآن في ملعب قوى إعلان الحرية والتغيير بكافة مكوناتها لحشد الشعب ووضعه في الصورة، وضرورة الإستفادة من الإتفاق الأولي بين قوى إعلان الحرية والتغيير مع المجلس العسكري فيما يتعلق بالهيئة التنفيذية والتشريعية، فيجب على (قحت) الإسراع بتشكيل مجلس الوزراء وتسميته من داخل ارض الإعتصام، إضافة لتسمية أعضاء المجلس التشريعي الذين يشكلون نسبة 67% حسب الإتفاق، وعدم ترك الفرصة للمجلس العسكري بملء الفراغ من أي قوى سياسية أخرى يمكن ان يكتسب بها الشرعية الدولية. ثم يفاوض بعد ذلك على النسب ورئاسة المجلس السيادي طالما أن المجلس العسكري (ماسك في قرون البقرة).
الموقف الآن بالغ التعقيد رغم الامل الذي يحذو الثوار، فقط يحتاج للمزيد من الضغط الشعبي وضغط المجتمع الدولي، مع الوضع في الاعتبار والتذكير بخطورة وضع المليشيات المنتشرة في العاصمة وحول محيط الإعتصام ، عندها يمكن للثورة ان تنجح بشكل أكبر، فقط تحتاج (قحت) إلى المزيد من الدعم والسند الشعبي والصبر ومنع تسلل الإحباط لكسب جولاتها الأخيرة .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد