· مع احترامنا لأدوار وآراء الجميع، إلا أنني أرى أن أي حديث عن مبادرات الآن يعد تسويفاً وتمييعاً للأمور وعدم رغبة في اتخاذ موقف واضح مما يجري.
· إعلان الإمام الصادق المهدي عن تبنيه لمبادرة وطنية جديدة وزعمه أن المُبادرة الإثيوبية لا تؤثر بصورة إيجابية على ما يمكن تحقيقه في البلاد، يبدو لي شخصياً حديثاً غريباً لكنه متوقع منه.
· وبعيداً عن عاطفتهم تجاه قائدهم التاريخي أتمنى أن يُعمل أخوتنا في حزب الأمة وطائفة الأنصار العقل، ويسأل الواحد منهم نفسه سؤالاً هاماً: أين كان الإمام طوال الفترة الماضية من ثورة ديسمبر المجيدة؟!
· ولماذا لم يقدم الإمام (الحكيم) و(كبير البلد) مبادرته لتسوية وطنية خالصة قبل وقوع المجزرة ليسبق أي محاولات خارجية للحل؟!
· وحتى بعد المجزرة البشعة لماذا انتظر الإمام الصادق كل هذا الوقت وهو يرى نائب رئيس المجلس العسكري يمارس عبثه السياسي بجمع بعض المتسلقين وسواقط الكيزان واللصوص والرجرجة والدهماء ليهتفوا بإسمه ويطبلوا لمجلسه القاتل المُغتصب؟!
· لماذا يصر كبار ساستنا دائماً على تغليب مصالحهم الذاتية، ويعجز الواحد منهم عن تجاوز فكرة تجميل صورته إلى رحاب أوسع عنوانها الوطن الذي أثقلته الجراح؟!
· يقول الصادق المهدي ” إما قبول التحكيم الوطني، أو مواجهة الجحيم”!!
· أي جحيم أكثر مما شاهدناه يا حضرة الإمام!!
· إذا كان هناك جحيم أكثر من قتل خيرة شباب وشابات الوطن، والاغتصاب، وإلقاء الجثث في النيل، وترويع المواطنين في الشوارع، ونهب ممتلكاتهم فمرحباً بهذا الجحيم.
· لقد قُدمت مبادرة أفريقية جادة اتفق الطرفان على أغلب بنودها قبل أن ينكص المجلس العسكري بوعده وينشر أكاذيبه التي صارت حديث المدينة.
· ولا أظن أن أي سوداني عاقل يمكن أن يصدق أو يأمل في التوصل لحلول مع مجلس يرأسه البرهان وحميدتي ويمثل لجنته السياسة كباشي وياسر عطا بعد كل ما رأيناه منهم.
· ظللت أرددها مراراً وتكراراً منذ العام 2013 أنه لا أمل يُرتجى في غالبية، إن لم يكن كل من تخطوا الخامسة والأربعين في هذا البلد.
· فهؤلاء هم من أضاعوا كل الفرص على السودان لكي ينطلق ويحقق المكانة المرجوة بين بلدان العالم.
· وتجريب المجرب أعتبره اهداراً للوقت والطاقة لا أكثر.
· هذا بالطبع لا يعني أن كل من هم دون هذه السن يمكن الوثوق بهم والاعتماد عليهم كلياً.
· فقد تابعنا كيف أن بعض الشباب الصغار باعوا مواقفهم في الأيام الماضية لمن يملك المال.
· أحمد الضي الذي شاهدناه بالأمس في مسيرة احتجاجية للسفارة الأثيوبية بالخرطوم للتنديد بما أسموه تدخل أثيوبيا في الشأن السوداني أحد أوضح الأمثلة للشباب البائع لقضية الوطن.
· وتفادياً لمثل هذا لو تذكرون كنت قد كتبت مقالين مع بداية الثورة حذرت فيهما من نجومية الأفراد.
· طلبت وقتها أن تكون نجومية هذه الثورة جماعية.
· ولو أننا فعلنا ذلك لما وجد ود الضي أو غيره الفرصة للصعود على أكتاف الناس، حتى يوظف الواحد منهم في لحظة معينة هذه الشعبية لمصلحته الشخصية.
· كثيراً ما عزفنا على هذا الوتر، وحتى في الكرة ظللنا نطالب الناس بأن يشجعوا أنديتهم لا هذا الإداري أو ذاك الصحفي.
· لكن يبدو أننا كسودانيين لا نستمتع، أو نحس بنجاح أي عمل ما لم نصنع له بعض نمور الورق التي نجعل منها نجوماً سامقة.
· لو تغيرت هذه الطريقة في التفكير لسددنا الباب منذ زمن ليس بالقصير على المتكسبين والمتسلقين، ولما وجدوا فرصة للتكسب على حساب الوطن وشعبه المكلوم.
· ولأن المجلس العسكري و(سيده) الأوحد فهموا هذا العيب الكبير فينا حشدوا بعضاً من الإعلاميين (الرخيصين) والعديد من الأبواق من أجل تلميع مجلسهم وصناعة شعبية زائفة له.
· ولعلكم سمعتم جميعاً من أسمته تراجي بـ (العمدة)، أقصد هباني الذي تحدث بالأمس مطالباً أن يُمنح هو وأمثاله الفرصة في الحكومة القادمة بوصفه مرشح سابق ضد البشير!!
· لا أعرف من الذي أدخل في رأسه فكرة أن المشكلة كلها تكمن في شهادة جامعية أو معرفة باللغات.
· فقد قال (المتهافت) هباني أنه يتحدى الجميع لمناظرته في التلفزيون سواءً في الفيزياء، الهندسة أو الكيمياء، مؤكداً أنه درس ببولندا ويتحدث خمس لغات،ولذلك يرى أنه جدير بأن يكون ضمن طاقم الحكومة القادمة.
· يا عزيزي القصة ما قصة معرفة بالفيزياء، الكيمياء أو غيرها، فما أكثر من يملكون الشهادات العليا في هذا البلد في مختلف التخصصات.
· مشكلتنا في هذا البلد هي ندرة المخلصين المتجردين والراغبين حقيقة في خدمة الشعب.
· وقد أثبت من خلال حديثك بالدليل القاطع أنك مجرد متهافت لا يصلح لوظيفة عامة حتى وإن امتلكت أرفع الشهادات في مائة تخصص.
· رجل يشيد بالعسكر والجنجويد ويزعم أنهم حقنوا الدماء رغم مجزرة التاسع والعشرين من رمضان، وما يزال يعتبر نفسه كبيراً يجب أن يُطاع وتُسمع نصائحه!
· يكفي أنك كنت ضيفاً على تراجي في تسجيلها كسبب منطقي يبعدك عن قلوب السودانيين تماماً.
· ولأننا موعودون هذه الأيام بكل ما يرفع الضغط واصلت قناة العربية في خطها المنحاز للمجلس العسكري القاتل.
· فقد تضمنت إحدى نشرات العربية المسائية ليلة أمس خبر ضغط المبعوث الأمريكي على المجلس العسكري وإصرار بلاده على الحكومة المدنية كاملة الدسم في السودان.
· ولأن القناة وأصحابها لا يريدون خيراً لهذا البلد لم يجدوا ضيفاً يناقشونه في الخبر سوى أحد (الرجرجة) الذين يحشدهم نائب رئيس المجلس العسكري ويصنعهم صناعة.
· تحدث الضيف الذي مثل الإدارة الأهلية (الوهم) عن المبادرة الأفريقية قائلاً أنهم يرحبون بالمبادرات لكنه أردف متسائلاً ” لماذا المبادرات أصلاً و” نحن غالبية شعب السودان متفقون على الحل”!!
· تخيلوا هذا الكاذب الأشر الذي ظهر هو وجسمه كنبت شيطاني يقول أن غالبية أهل السودان اتفقوا على الحل بأن تشمل الحكومة القادمة كل قطاعات الشعب بما فيهم قوى الحرية والتغيير!!
· طبعاً هذا هو خلط الأوراق الذي تريده قناة العربية ومن تأتمر بأمرهم.
· لكن يفوت على هؤلاء السذج أن العالم بأكمله قد اطلع على ثورة السودانيين وعرف تفاصيلها.
· ولا أعرف لمن يسوقون مثل هذه ( الخزعبلات).
· هل رسالتهم موجهة لأهل الداخل الذين ضحوا بالأنفس في سبيل الحياة الكريمة والسودان المعافى الخالي من كل (أوساخ) الماضي!!
· أم للخارج الذي اطلع على ثورتنا وعرف القاصي والداني فيه أن الممثل الشرعي والقائد الوحيد لهذه الثورة هو قوى الحرية والتغيير!!
· ما تبثه هذه القناة من أكاذيب لا يمكن أن يصدقه صاحب عقل فقوموا إلى رسالتكم الإعلامية الجادة والصادقة لأنكم سوف تُسألون عن كل كلمة يوم الحساب لو تعلمون.
· كل الظروف الآن تخدم قوى الحرية والتغيير والثوار الحقيقيين بعد ارتكاب مجلس القتلة لمجزرته الشنيعة في حق المعتصمين السمليين.
· صحيح أننا أهدرنا في الأسابيع الماضية فرصة ثمينة بسوء التقدير.
· ولهذا أتوقع أن تحكم قوى الحرية والتغيير قبضتها على الفرصة السانحة هذه المرة.
· لا يفترض أن يسمح الثوار لا للصادق المهدي ولا للجن الأزرق أن يخفف الضغط على المجلس العسكري أو يعمل على تمييع الأمور.
· لابد لهذه الثورة أن تبلغ غاياتها النبيلة، شاء من شاء وأبى من أبى.
· وحتى يتحقق ذلك على الثوار أن يمارسوا السياسة بالدهاء اللازم وكفانا اهداراً للفرص.
· مثلما توافقت مختلف كيانات وأجسام قوى الحرية والتغيير حول القرار الخاص بالمبادرة في خطوة أكدت توحدهم التام رغم تباين الرؤى، علينا أن نستمر في هذه الحنكة السياسية والتضافر في وجه العدو اللئيم.
· الحسم الثوري واجب أيضاً في مثل هذا الوقت.
· وأرجو أن نتجه لسلاح المقاطعة بشكل جاد وحازم جداً.
· فلا يعقل أن يقتل هؤلاء المجرمون أولادنا ويحيلون حياتنا لجحيم لا يطاق ولا نزال نحن على طيبتنا في التعامل معهم.
· دعونا نعزل هؤلاء المجرمين عزل الأجرب تماماً.
· ولنكف عن تناول سيرتهم ومتابعة صحفهم وقنواتهم.
· لابد أن نأذيهم بمقاطعات قوية وفاعلة مهما كلفنا ذلك.
· طالعت بالأمس رسالة تفيد بأن نائب رئيس المجلس العسكري بصدد إنشاء قناة تلفزيونة جند لها الصادق الرزيقي، وفي الجانب الفني الطاهر التوم، على أن يعمل الأخير من وراء حجاب لأنه صار مكروهاً جداً وقد يؤدي ظهوره في الوقت الحالي لمقاطعة القناة.
· وبغض النظر عن ظهور الطاهر من عدمه يفترض أن نقاطع أي مؤسسة إعلامية تتبع لهؤلاء القتلة تماماً.
· لا يفترض أن نضيع المزيد من الوقت في تبادل أخبار هؤلاء المجرمين، أو الحديث عن ضعف مقدراتهم ومؤهلاتهم.
· عوضاً عن ذلك يمكننا أن نستفيد من كل دقيقة في حملات التوعية والوصول لبعض الشرائح الضعيفة التي يستغلها هؤلاء المجرمون لتبشيرهم بالثورة وتعريفهم بأهدافها.
· لو أنفقنا بعضاً من الوقت الذي نهدره في (الونسة) وتبادل أخبارهم وما فعلوه وما يخططون لفعله.. لو أنفقنا هذا الوقت في حملات توعية وسط سكان بعض المناطق التي يجند منها حميدتي المقاتلين، لضيقنا عليه الخناق.
· لا أتفق مع فكرة اضاعة الكثير من الوقت في (شمار) وسائل التواصل الاجتماعي بفهم أنه يمثل جزءاً من الحرب النفسية.
· صحيح أن الحرب النفسية جزء أصيل من مثل هذه المعارك.
· لكن علينا أن نتذكرة حقيقة أن لكل مرحلة أنشطتها وبرامجها.
· وقد تخطينا في ثورتنا مرحلة الحرب النفسية منذ زمن ليس بالقصير.
· الآن نحن نتكلم ونناقش وننشر النكات حول جهلهم وأميتهم وافتقارهم للمؤهلات، بينما نلاحظ أن هؤلاء الجهلاء والأميين وعديمي المؤهلات ماضون في كسب بعض الأراضي التي لو وقفنا لهم بجدية منذ الوهلة الأولى لما وجدوا لها طريقاً.
· نحن في حاجة لكل دقيقة لتنظيم الصفوف وتنشيط لجان المقاومة بالأحياء وحشد الدعم المادي والعيني من أجل تقليل الشرائح التي يشتغلون وسطها.
· نحن بحاجة لكل ثانية لتوصيل رسائلنا لكل سوداني مخلص ولو في بيته في ظل انقطاع خدمة الإنترنت.
· وعلى ذكر الانترنت أستغرب حقيقة لمن يطرحون المبادرات مع مجلس يحاصر شعبه ويمنع عنه خدمة الإنترنت ويحظر الندوات والتجمعات السلمية.
· كيف يريدنا هؤلاء أن نبصم على جديتهم في مبادرات الحل مع مجلس كهذا!!