اعتدت يوم الثلاثاء الماضي، مجموعة مسلحة تابعة لحركة تجمع قوى تحرير السودان الموقعة على سلام دارفور بقيادة عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، اعتدت على الصحافي عبد المنعم مادبو المحرر بموقع دارفور 24 الإخباري، أثناء ممارسته لعمله المهني بأحد مقار (اليوناميد) بمدينة نيالا، حيث انهالت عليه بالضرب المبرح والايذاء النفسي بتهديده والتلويح له بالسلاح والتنمر واساءة معاملته، قبل أن تحتجزه لمدة تجاوزت ال15ساعة بعد أن قيدت يديه ب(الكلبشات) وكأنه مجرم قاتل، ومنعته من الاتصال بأي جهة حتى أسرته، بل وفي مساومة رخيصة الزمته بكتابة تعهد بعدم نشر ما تعرض له من ضرب واهانة مقابل إطلاق سراحه، ووقع كل هذا الاعتداء الهمجي البربري على الصحافي لمجرد ادائه لعمله الصحفي، اذ لم يكن الصحافي يحمل سلاح ولا متفجرات بنية اقتحام المكان وتفجيره، وانما كان فقط يحمل قلمه لأداء واجب مهني، وحتى لو افترضنا جدلا ان الصحافي أخطأ فليس من حق تلك القوة أن تأخذ القانون بيدها بل الأحرى تنتهك القانون، وفي ذلك دلالة واضحة على أنها مليشيات همجية فوضوية وغير مدربة أو معدة لأداء مهام فرض القانون وليست قوات نظامية منضبطة، ومن هنا تأتي خطورة هذه المليشيات التي ما تواجدت داخل مدينة نيالا الا بعد توقيع قائدها لاتفاق السلام، ولكنها للمفارقة بدلا من ان تعمل على نشر الطمأنينة وبث ثقافة السلام واحترام القانون، اذا بها تعمد لاستخدام قانون الغاب وتمارس الهمجية..
ان هذه الواقعة المؤسفة التي حدثت لهذا الزميل الصحافي، تؤكد حقيقة المخاوف التي أبداها المراقبون والحقوقيون والمنظمات الحقوقية، من أن ترتكب هذه المليشيات العديد من الانتهاكات والتعديات، لجهة أنها ليست قوات نظامية منضبطة ومدربة التدريب الكافي، وما وقع على الزميل الصحافي يحمل مؤشرات خطيرة جدا وسلبية على الصحافة، وما يزيد الأمر سؤا أن يقع ذلك في عهد الثورة وشعاراتها المركزية الثلاث (حرية سلام وعدالة)، حيث انتهكت هذه المليشيا كل هذه الشعارات وداستها بالبوت، صادرت حرية الصحافي ولم يجد الأمان والسلام عندها ولم يجد العدالة بأن تحاسب القوة المعتدية، هذا الحال يعيد للأسف ما كانت تعانيه الصحافة خلال العهد البائد من قمع وقهر وكأنه لم يسقط بعد، واذا ما استمرت هذه المليشيات على حالها هذا فالمؤكد ان القادم أسوأ، وهذا ما يفرض الاسراع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية بدمج من يصلح للخدمة العسكرية في القوات النظامية وتسريح من لا يصلح، فالخطورة كل الخطورة أن يبقى وضعها على ما هو عليه الآن، والى أن يحدث ذلك يبقى على عضو مجلس السيادة الطاهر حجر أن يلجم تفلتات جماعته ومحاسبة هؤلاء المعتدين لايقافها عند حدها، بل هو واجب كل قيادات الحركات الموقعة على السلام..