عاد نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو من تركيا الى الخرطوم وفي حقيبته عدة اتفاقيات بين السودان وتركيا، قال انها بلغت حوالي 10 مليارات دولار، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق بين الخرطوم وأنقرة على تحديث الاتفاقيات السابقة بين البلدين جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حميدتي بمطار الخرطوم، فور عودته من تركيا.
وتحديث اتفاقيات سابقة هذه تعني مواصلة الاتفاقيات التي تمت بين حكومة المخلوع وبين تركيا وأشهرها موافقة المخلوع تسليم تركيا إدارة جزيرة سواكن ، ومع ذلك يقول دقلو إن ( تركيا اول دولة تدعم الثورة السودانية) .. (عديها).
ولكن تعال معي لنقرأ ماهو الأثر السلبي لهذه الزيارة ولإحياء الروح في هذه الاتفاقيات التركية السودانية ، بأمر حميدتي ، فهل سيمر مرور الكرام على الاتحاد الأوروبي، وعلى فرنسا تحديداً ، وكم سيكلف هذا الحكومة الانتقالية ، او قل كيف سيحفظ لها ماء وجهها أمام هذه الدول التي اجتمعت بالأمس من أجل السودان معلنة عن دعمه والوقوف بجانبه، فإن تعاملت هذه الدول ( واحدة بواحدة ) فربما ينعكس هذا ليس على تعطيل القرض البالغ 1.5 مليار دولار، بل وربما في إعادة النظر في شطب الديون الفرنسية البالغة 5 مليارات ، لذلك ليس مستبعداً أبداً أن تكون هناك ردة فعل أوروبية ، قد يصل غضبها ان تضع البعد عن تركيا شرطاً أساسياً لإعفاء السودان من 80% من ديونه البالغة 60 مليار دولار.
فهل (سينسف ) دقلو مؤتمر باريس ، وان حدث ذلك فعلاً، فهل أنقرة، ستعوض السودان خسائره الفادحة الناتجة عن ذلك بعودة شركة “باشهان” التي بدأت عام 2017 بتأسيس المنشآت والمعامل وإسراع وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا )إلى جزيرة (سواكن).
ومن جانب البرهان كيف ستسير أمور العلاقات الاسرائيلية السودانية بوجود علاقات سودانية تركية لاسيما انها ليست علاقات دبلوماسية فقط، بل هي اتفاقيات تشمل قواعد البحر الاحمر، إذاً ما هذا الذي يحدث ؟
وخطوة حميدتي تكشف عن ان توجهات المسؤولين في الحكومة الانتقالية نحو المجتمع الدولي أشبه بمركب يقودها ثلاثه أشخاص كل (ريس) منهم له وجهته التي (يجدف) في اتجاهها للوصول اليها وهذا يعني ان الوطن ليس أولاً وان إقامة العلاقات مع الدول تدفعها المصالح الشخصية وهذا سيضر بالبلاد كثيراً فكيف تترك الحكومة شخص كحميدتي لايعرف أبجديات السياسة ولا الدبلوماسية يحدد ويغير في المناخ السياسي والعلاقات الدولية الى هذا الحد.
فدقلو يعلم انه أصبح ( مخرمج) لذلك ولكي يدفع الاتهام عنه بعيداً إبتدر حديثه الصحفي فوراً بالمبالغ التي حصدها من الاتفاقيات مع تركيا والبالغة ١٠ مليارات دولار، وصور لنا ان السودان ماهو الا دولة فقيرة جائعة يمكن أن تدوس على جميع المبادئ من أجل ان تأكل ، وهذا هو الموجع حقيقة في الأمر كله .
طيف أخير:
المعاملةُ ليست بالمِثل بل بالحُسنى، والبقاء ليس للأقوى ولكن للأنقى