صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الشرطة ضد الشرطة..فتعجب

16

بشفافية – حيدر المكاشفي

الشرطة ضد الشرطة..فتعجب

أطلقنا الجزء (الشرطة) وأردنا الكل، كل القوات النظامية الضالعة في قتل وقمع المتظاهرين السلميين، والسؤال المحير هو كيف تكون القوات النظامية ضد بعضها، بالفعل هو أمر محير، ولكن ما أكثر محيرات وعجائب الانقلاب، وهذه واحدة من عجائبه التي لا تنقضي، فقد ورد في الأخبار أن مجلس السيادة المعين بواسطة الانقلاب، اتفق مع لجنة أمن ولاية الخرطوم على وضع عناصر أمنية برتب رفيعة داخل المستشفيات والمرافق الصحية لرصد الانتهاكات وحماية المرافق الصحية، كما وجهت اللجنة الأمنية القوات النظامية بعدم ملاحقة المتظاهرين داخل الأحياء السكنية والأزقة والمستشفيات.

وكان عضو مجلس السيادة عبد الباقي عبدالقادر الذي سبق أن أعلن استقالته ولكن يبدو ان مفارقة المقعد السيادي قد عزت عليه، فعاد لا عزيزا ولا مكرما، هو من عقد هذا الاجتماع مع اللجنة الأمنية بمشاركة والي الخرطوم، وبقرارها هذا الذي قضى بوضع عناصر أمنية برتب رفيعة لحراسة المستشفيات وصد تعديات القوات الامنية التي تكررت على المشافي، تكون هذه اللجنة الأمنية قد أدانت وجرمت قواتها الأمنية من حيث أرادت أو لم ترد، فليس من معتد على المشافي والمراكز الصحية وحرمات البيوت غير هذه القوات، كما ان هذا القرار يعني أن هناك قوات أمنية ستوضع لمواجهة قوات أمنية..

من المعلوم للكافة أن ما دأبت عليه القوات النظامية خلال كل المسيرات السابقة، من اقتحام للمستشفيات واطلاق الغاز المسيل للدموع ومنع عربات الاسعاف والكوادر الطبية والمصابين من الوصول للمرافق الصحية، تسبب في زيادة معدلات الوفاة وتعقيد الإصابات بين الشباب المطالبين بالحكم المدني، بحسب افادة الجهة المختصة (المجلس الطبي)، فهل يا ترى مع هذا الحال أن هناك نوعين من القوات، قوات نظامية منظمة ومنضبطة هي التي سيعهد اليها حماية المستشفيات، وقوات أخرى فوضوية غير منضبطة هي التي تعتدي على المستشفيات ولا تذعن للأوامر والتوجيهات الصادرة من القيادة العليا، أم ترى أن قرار اللجنة الأمنية المذكور يجئ على طريقة توزيع الأدوار (الاضينة دقوا واعتذرلو) أو هذا يضرب وذاك يمسح الدموع..الشاهد ان هناك تراجعا واضحا في الضبط والانضباط العسكري، أفرزته عمليات التسييس والادلجة السالبة للقوات النظامية التي عمد اليها النظام المخلوع منذ وثوبه على السلطة من على ظهر دبابة بقيادة عسكريو الحركة الاسلامية، فصار من المألوف جدا اليوم أن تسمع عن جلبة وفوضى وضوضاء وشغب وعراك يثيره نظاميون، فيما بينهم احيانا ومع مواطنون احيانا أخر، ولكن للأسف رغم توالي وتكرر هذه الانفلاتات التي تصدر ممن يفترض فيهم حفظ النظام والأمن، فان قياداتهم لا تعير هذه الفوضى اهتماما لتوقفها عند حدها وكأنها لا تعنيهم..والا قل لي بربك الا يكفي اصدار تعليمات واضحة وصارمة لهؤلاء الجنود بأن لا تعدي على المستشفيات والمنازل ومطاردة الثوار في الشوارع وعدم التعدي على حرمات البيوت، أم أن هذا لا يكفي ولن ينصاع له الجنود ولهذا تقرر وضع قوات بقيادة رتب رفيعة لمواجهة هذه القوات المتفلتة..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد