*بدأت علاقتي به منتصف التسعينيات..
*أتيت إليه – أو أتى هو بي – من العزيزة )أخبار اليوم(… وقد كانت في بداياتها..
*وكذلك الموءودة )الرأي الآخر(… التي أتت به هو أيضاً..
*لم يكن يشغل منصباً تحريرياً فيها آنذاك ؛ ولكن كل التحرير كان يمر عبره..
*أو كان يشرف عليه إلى جانب رئيس التحرير… تيتاوي..
*لا زلت أذكر جانباً من النقاش – بيني وبينه – عند التفاوض حول استيعابي بالجريدة..
*أثنيت – بأثر رجعي – على مقالة له قبيل انقلاب الإنقاذ..
*كانت تحذيراً من مغبة تقويض الديمقراطية…. فأخطاؤها لا تُعالج بنقيضها..
*لا تُعالج بالدكتاتورية… وإنما بالمزيد من الديمقراطية..
*وسوف تعود بنا سنوات للوراء… في وقت لا يتقدم فيه العالم الآن إلا ديمقراطياً..
*فقال لي : هذا ثناءٌ يستحقه )كاتبها(… محمود إدريس..
*منحني ما لم أكن أحلم به وقتها ؛ رئاسة القسم السياسي… وزاوية بالصفحة الأخيرة..
*والأهم من ذلكم ؛ منحني الاعتداد بالذات الصحفية..
*فقد كان يرى أن على الصحفي عدم الإحساس بالدونية إزاء أي – أو أكبر – مسؤول..
*وعندما أجريت حواراً مع سفير العراق حذف منه مفردة )سعادتك(..
*كان يعامل جميع المحررين بحسبانهم أبناءه..
*لا يستلم أجراً قبلهم… ولا يقبض حافزاً من دونهم… ولا يتخذ قراراً بمعزل عنهم..
*كان دائم الحركة – والقلق – طوال اليوم… بحثاً عن خبر..
*فهو لم يشتهر كمخبر السودان الصحفي الأول إلا جراء عشقه للخبر هذا..
*وتقوده الحركة هذه من مكتب إلى آخر… عدا واحداً..
*فلم أره يدخل مكتب القسم الرياضي إلا مرة واحدة… وكانت بسبب الخبر أيضاً..
*وتمخضت عنها مشكلة مع رئيس القسم إبراهيم عوض..
*فقد تزامنت كثرةٌ في أخبار السياسة مع كثرة في أخبار الرياضة… ذلكم اليوم..
*وكان سبب الزيارة تقليص صفحات الرياضة لصالح السياسة..
*وأدت السياسة هذه إلى إيقاف )الرأي الآخر(… حيناً..
*فرجع أستاذنا إدريس إلى عزلته… إلى أن قيض الله لي فضل إخراجه منها..
*وذلك بترشيحي له رئيساً لتحرير )الرأي العام(..
*وقبل الأستاذ عروة الترشيح… وقد كان بصدد نفض الغبار عن الصحيفة العريقة..
*وقفز بها إدريس سريعاً إلى قمة النجاح… كما )الرأي الآخر(..
*فهو أفضل من يبيع الجرائد… أو بائع جرائد… أو – بصيغة المبالغة – بياع جرائد..
*وبدأ علاقته بها – أصلاً – بائعاً لها… في الطرقات..
*فلا تُذكر العصامية – إذن – من غير أن يُذكر )المخبر الأول(..
*وما ساعد على منحه هذا اللقب تنبؤه بأي انقلاب عسكري في بلادنا… قبيل وقوعه..
*أستاذي إدريس : طبت راحلاً مقيما !!.