جليسي الذي كان يتطلع في الصورة التي جمعت حميدتي بنائب وزير الدفاع الروسي اليكسندر موفين، في زيارة حميدتي لروسيا المثيرة للشنشنات والمطاعن، سألني قائلاً أعلم أن نائب وزير الدفاع الروسي يحمل رتبة عسكرية رفيعة بوأته هذا المنصب الرفيع، ولكن لماذا لا يحمل كتفه سوى ثلاث نجمات، وليس كما هو عندنا، اذ تمتلئ كتوف ذوي الرتب الكبيرة بالدبابير والصقور والمقصات والنياشين والأوسمة وعلامات الأركان حرب الحمراء التي يسميها البعض (اللعالع)، حتى تنؤ كتوفهم بها، بينما لا يضع نائب وزير الدفاع الروسي على كتفيه سوى عدد قليل من الدبابير (ثلاث) فقط تساوي عندنا رتبة النقيب التي تعتبر في مداخل الخدمة العسكرية..قلت له ملاحظتك صحيحة ولكنها ليست وقفا على الرتب العسكرية الروسية، وانما تجدها عند كل جيوش الدول الكبرى التي تحتل جيوشها المراكز الأولى في التصنيف العالمي للجيوش القوية، وأنا مثلك يحيرني هذا الغرام عند عسكريينا وعساكر الدول العربية ودول أخرى من دول العالم الثالث بهذا الحشد من النجوم والعلامات من اشرطة وصقور وسيوف، وقد تسبب هذا التزيد والافراط في رص النجوم والعلامات الأخرى، أن لا يتعرف الكثيرون على رتب بعض المقامات العسكرية، فعدد النجمات وما يصحبها من رموز أخرى، تحدد الرتبة التي يحملها الضباط، وتبدأ التراتبية العسكرية فيما يخص الضباط، برتبة الملازم بنجمة وحيدة، والملازم أول نجمتان، والنقيب ثلاث نجمات، أما الرائد فيحمل علامة صقر الجديان فقط، والمقدم صقر الجديان ونجمة، والعقيد صقر الجديان ونجمتان، والعميد صقر الجديان وثلاث نجمات، والفريق صقر الجديان ونجمة وسيفين، والفريق أول صقر الجديان ونجمتين وسيفين، فيما يحمل المشير علامة صقر الجديان وسيفين وغصن الزيتون، وليس من سبب عملي لرص كل هذه العلامات والنجوم على الكتوف، اللهم الا أن يكون القصد هو تزيين هذه الكتوف وهو ما يتعارض مع المهام الأساسية للجيوش، التي تقتضي طبيعتها التخفف من أية أحمال لا داعي لها، وهذا ما يدفع للتساؤل لماذا لا يصار الى شكل آخر يحفظ المقامات والتراتيبية العسكرية بخلاف هذا الحشد من النجوم المذهبة والعلامات اللامعة..
قضية أخرى تثيرها هذه الرتب العسكرية عند التعامل مع ضباط الحركات المسلحة، فالمعلوم ان اتفاقية جوبا وقبلها الوثيقة الدستورية المجهضة، قد نصتا بوضوح على تشكيل جيش قومي مهني واحد بعقيدة وطنية واحدة، وهذا ما يتطلب اجراء ترتيبات أمنية لدمج من يصلح من ضباط وجنود هذه الحركات في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى، وكذا الحال مع الدعم السريع، فكيف والحال هذا يتم التعامل مع الرتب العسكرية العليا التي يحملها قادة هذه الحركات، هل يتم استيعابهم بذات رتبهم أم سيصار الى معالجة أخرى ربما تؤدي الى تذمر عدد منهم والعودة الى الغابة..