جدل ولغط كثيف أثارته زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان لمدينة سواكن إبان زيارته للسودان العام الماضي والسؤال الأبرز كان وقتذاك هو، ما وضعية سواكن في خارطة الصراع الإقليمي ممثلاً في العلاقات السودانية التركية.
الجانب التركي في أول تصريحاته قال إنَّ السودان سلمه جزيرة سواكن في البحر الأحمر كي تتولى تركيا إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية غير محددة.. ونقلت وكالات تصريحات لأردوغان جاء فيها “طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين لنعيد إنشائها وإعادتها إلى أصلها القديم والرئيس البشير قال نعم”.
لكن الأهم في كل ذلك، وهو ما لم يعلنه أردوغان حيث تابع حديثه “هناك ملحق لن أتحدث عنه الآن”.
أما الجانب السوداني، حاول أن يؤكد أنَّ تولي تركيا لأمر مدينة سواكن لا يأتي إلا من باب إعادة تأهيل وترميم الآثار العثمانية هناك.
بعد أيام من زيارة الرئيس البشير إلى تركيا لحضور مراسم افتتاح مطار استنبول تنتظر مدينة سواكن زيارة وزير الدفاع التركي هذا الأسبوع وفقاً ل “باج نيوز” ونقل الموقع عن معتمد سواكن تأكيد زيارة وزير الدفاع التركي، لكن المعتمد نفى علمه بأي حديث يتعلق عن وجود قاعدة حربية تركية في سواكن، أو أنها تأتي لإيجاد نفوذ عسكري تركي على ساحل البحر الأحمر.
التحرك السوداني تجاه تركيا أو العكس من الصعب حسبانه في إطار العلاقات الطبيعية بين أية دولتين وسط الاستقطاب المتنامي الذي تشهده المنطقة، وعلى نحو خاص تعتبر منطقة البحر الأحمر واحدة من الساحات الدولية شديدة التنافس في النفوذ عبر الموانئ.
السودان ليس فقط بمنأى عن هذا الاستقطاب والصراع بل هو في عمقه، ليس فقط لموقعه الجغرافي فقط بل لهشاشة وضعه السياسي وتهالك اقتصاده ما يجعله أكثر عرضة لهذا الاستقطاب، بل في مواقف بعينها يعرض السودان نفسه دولياً طالباً الحماية.
أعتقد أن السودان لا زال يناور بين معسكري السعودية الإمارات وتركيا قطر، يلجأ إلى كل معسكر حال شعر أن المعسكر الآخر تراجع عنه، صحيح أن علاقات السودان والمملكة ليست على ما يُرام رغم البيانات والمواقف المؤيدة، لكن بالضرورة فإنه لم يحسم موقفه تجاه المعسكر الآخر، غير أن الوضع الاقتصادي الضاغط ربما يعجل الحسم.