كشف رجال مسرح الحادث عن الاعترافات التي أدلى بها المتهمون في قتل وتعذيب اثنين من عمال مطار الخرطوم على يد مهربين بمنطقة الفادنية، وقال أحد منسوبي الشرطة مثل شاهد اتهام أمام محكمة جنايات بحري وسط برئاسة القاضي الطيب سعد أمس الخميس، إنه قام بتصوير المتهم الأول وأقرّ في اعترافه بتورطه في قتل المجنى عليهم موضحاً بأنه قام بتسليمهم )6( سبائك ذهب في حقيبة، وطلب منهما أن يرسلاها لإمارة دبي، إلا أن صديقه بدبي أخطره بأن الحقيبة وصلته خالية، وقال في اعترافه المصور إنه اتصل على القتيل الأول والتقاه وسأله عن الذهب أنهما أرسلا الحقيبة، موضحاً أنهما تحركا سوياً لمنطقة العسيلات واستدرجا القتيل الثاني ونجح في العودة بهما إلى منطقة الفادنية وجلسوا سوياً في منزل شقيقه وحاول إغراءهما بالمال ليعيدوا إليه السبائك ولكنهما أصرا على حديثهما بأنهما لا يعرفان مكان السبائك، وقد أرسلا الحقيبة حسب الاتفاق، وواصل زميله من إعلام شرطة الولاية الرقيب الأمين حمد النيل بأن المتهم اعترف باستدعاء زميله الثاني، وغيرا أسلوب التفاهم معهما من الإغراء إلى الترهيب فقاما بضربهما بالسياط والصعق بالكهرباء وأنهما حاولا الفرار .
وكشف حمد النيل أن المتهم في اعترافه قال بأن أحد المقتولين قام بعضه أثناء محاولته إرغامهما على تناول الخمر مما أغضبه فانهال عليه ضرباً بـ)حديدة( حتى سقط على الأرض مغشياً عليه، وأنهم قاموا بنقله للمستشفى إلا أنه توفي في منتصف الطريق فأعادوه للاستراحة وأخطروا أسرته التي أبلغت الشرطة فقامت بمداهمتهم في الاستراحة والقبض عليهم، وقال حمد النيل إن المتهم الثاني أنكر اثناء تصوير الاعترافات بأنه شارك في عملية التعذيب، وقال إن أحد المتهمين اتصل عليه وطلب حضوره لمنزل شقيقه، وعندما ذهب وجد المقتولين بالمنزل وعرف حينها بأنهما عاملي المطار اللذين استلما الذهب وأنكراه، وقال إنه ضربهما ضربة واحدة بسوط العنج وخرج بعدها ولم يأت إلا بعد أن عرف بأنهما توفيا.
وقال إن المتهم محمد سعيد حضر إليهم ووجد حالتهم متدهورة نتيجة التعذيب بالضرب بالكهرباء وتقليم الأظافر وأحضر لهم سندوتشات وماء وفي لحظتها حضر كمال، وقام بضربهما ليجبرهما على الاعتراف وواصل المتهم أن المتهمين طلبوا منه أن يساعدهما في إسعاف المجنى عليهما، ولكنه رفض وهرب مع زميليه بعد أن عرف بأن أحدهما توفي وقام بتسليم نفسه للشرطة.
وعرض المحقق علي المحكمة شريطا مصوّراً لمسرح الجريمة في ثلاث مناطق وتمثيل المتهمين للتعذيب الذي قاموا به في حق المقتولين منذ استدراجهماً من العسيلات بما فيه الضرب وتوصيل سلك كهرباء من كهرباء المنزل لجسد القتيل )علي إدريس( وتعذيب المتهم محمد سعيد له بخلع أظافره وكيه بالنار واستمعت المحكمة إلى الخبير بالأدلة الجنائية برتبة العقيد شرطة، وقال إنه قام باستخراج المكالمات الصوتية والدردشات ورسائل الواتساب من هاتف المتهم الأول “مصطفى” بعدما استلم الهاتف من التحقيقات الجنائية بمحلية شرق النيل، وقال إنه استخرج حوالي ” 46″ ملفاً يتعلق بمكالمات واردة بين القتيل “علي” والمتهم الأول واستدراجهما من منطقة العسيلات الى الفادنية.
فيما كشف الدكتور عقيل سوار الذهب أنه استلم الجثة من نيابة حلة كوكو حيث كشف التقرير بعدما قام بتشريح المجنى عليه علي أدريس عن كدمات وجروح مختلفة في جثة المجنى عليه ووجود سجحة في الخد الأيمن وأشار إلى وجود آثار هز “حبل ” في العنق، بالإضافة إلى سجحات في أجزاء مختلفة من الجسم وجروح دائرية في اليد اليسرى بالإضافة إلى جروح طولية في الظهر، وأشار التقرير إلى وجود حروق دائرية تشبه بعضها في الجسم، وأوضح سوار الذهب وجود كدمات أعلى فروة الرأس، وكدمات واسعة بالمخيخ والبطن والصدر، مشيراً الى تجمعات دموية واسعة في الكفين، وقال سوار إن التقرير أوضح وجود دم شارد يقدر بمقدار ” 2″ لتر ونصف اللتر كما أبان عقيل أن أسبابه نتيجة كسر في قاع الجمجمة والمخيخ والصدمة النزفية، فيما أوضح عقيل أن جثة المجنى الثاني “عمر الزين” توجد بها آثار هز “حبل في العنق واليدين ويوجد تشنج علاوة على وجود جروح غائرة عرضية تقدر بحوالي ” 26″ جرحاً وتوجد سجحات صغيرة في الركبتين بالإضافة إلى وجود آثار “حز ” ربط حبل” أسفل الساقين، وجود آثار حروق دائرية أسفل الجسم وجروح في المستقيم، ولفت التقرير الى وجود كدمات في العنق والقفص الصدري، وأشار عقيل إلى وجود كسر في ضلع واحد، وأرجع أسباب الوفاة إلى وجود ارتجاج في الدماغ والنزيف الواسع في المخيخ والصدمة النزفية نتيجة التعذيب الشديد.