)1(
نكاد نضرب رؤوسنا )بالحيط( رغم علمنا أن )الحيط( هي المتضررة من هذا الضرب وليست رؤوسنا!! المهم أننا نضرب رؤوسنا من هذه الكوارث والمصائب إلى تهطل علينا من قبل الحكومة ومن الذين يحبونها حباً ملك قلوبهم وعقولهم ولكن هذه الكوارث والمصائب لها جانب آخر جيد!! وهي أننا أعطتنا مساحة واسعة )أكبر من مساحة منزل اشتراه أحد المسؤولين الذي كان قبل سنوات يسكن بالإيجار( للزيادة والسخرية والاستهزاء والتوصيف وحسن التشبيه فانظروا أيها القراء أعزكم الله الذي احسن صوركم كيف وصف أحدهم صاحب فضائية شهيرة بأنه )سيد اللبن( ونختلف مع القائل والواصف فسيد اللبن له منافع كثيرة للناس، ولا يملك صاحب الفضائية مثقال ذرة منها، ويكفي سيد اللبن فخراً أنه يهش للقائنا وأنه متساهل جداً معنا ولا يضيق علينا في السداد وأنه لا يأكل أموال الآخرين من عاملين وموظفين معه!!
)2(
كم أنت مسكين يا جدي قيس عندما وقعت )بطولك وعرضك وارتفاعك( في حب ليلى وبرغم ذاك الحب الطاهر )مين الطاهر دا؟( لم يكتب الله لك – ثم الظروف الخارجية!! – الزواج من ليلى فليس كل حب نهايته الزواج وعدم الزواج من ليلى دفع جدي ليقول ذلك البيت الشهير )قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهل بشيء غير ليلى ابتلانيا؟( الحمد أن ابتلاء جدى كان ابتلاءً شخصياً وابتلاء خاص لم يعم القرى والحضر مثلما اُبتلينا نحن بثورة الإنقاذ الوطني ثم حزب المؤتمر الوطني ومعذور جدي فهو لم يسمع بقولنا )من شاف بلوة أخوه هانت عليه بلوته( فبلوتنا بالمذكورين سلفاً أكبر وأعظم من بلوة جدى قيس وبلوتنا عمت كل شيء، وتصدق يا جدي أنه هناك بلاوي أكثر من ذلك وهى بلاوي الفساد وتصدق بالله أن الفساد وصل إلى إدارة الحج والعمرة وفي ناس أكلوا وباعوا عيش الزكاة و)عييك( وفساد أشكال وألوان، ويا جدي ما دايرين نزعجك ونقلق منامك وكفاية عليك )بلية( حبك لليلى!!
)3(
ومعلم التاريخ يرسل خطاباً لأسرة الطالب )بعد التحية نحيطكم علماً أن ابنكم ضعيف جداً في مادة التاريخ نرجو الاهتمام به ومساعدته على معرفة تاريخ بلاده وشخصيات بلاده(، وبعد أن قرأ الأب الرسالة قال لابنه: )طبعاً بلادتك وصلت للتاريخ الغلبك شنو في التاريخ؟(، قال الابن: )قالوا لي أكتب عن محمد أحمد المحجوب وطبعاً ما عرفت منو محمد أحمد دا؟( ثم واصل: )يا أبوي أنت بتعرف الزول دا؟( وهنا بلع الأب ريقه ثلاث مرات مُشبِعات، وقال: بصراحة أنا زيك أول مرة أسمع بيهو!! وهكذا هي مادة التاريخ في المدراس تتحدث عن كثير من الشخصيات الأجنبية بإعجاب ودهشة بينما تتجاهل عمدا كتابة تاريخ شخصيات سودانية عظيمة مثل المهندس والقانوني والشاعر ورئيس وزراء السودان السابق وزعيم المعارضة في ستينيات القرن الماضي المحجوب، فإذا كانت إدارة المناهج غير راغبة في إدراج اسم وتاريخ السيد محمد أحمد المحجوب ضمن مقرر التاريخ فلماذا لا تدرجه ضمن مقرر الأدب؟ فهو شاعر كبير وأديبنا العالمي الطيب صالح تحدث عن المحجوب حديثا العارف بمقدرات الرجل فقال: )كان يشبه المتنبي في علو النفس والنبل وكان معتداً بنفسه في غير تكبر كريماً مطلق اليد(، فإذا كان لا ذاك )التاريخ( ينفع ولا هذا )الأدب( يفيد فمن باب أولى الحفاظ على داره وما تحتويه وأن لا تمتد لها أيادي سماسرة الأراضي والمواقع الاستثمارية باعتبار أنها دار تاريخية وباعتبار أننا شعب يحترم زعماءه ويحافظ على تراثهم ويحميه من أيدي العابثين أو هذا ما يجب أن يحدث. رحم الله الأديب الطيب صالح ورحم الله السياسي والأديب والشاعر المحجوب الذي قال: )أنا يا أمية شاعر والشعر مسبحتي ودَنِّي(.