صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

القمح.. قرار عجيب يا حولي !!

14

 

فيما أرى

عادل الباز

القمح.. قرار عجيب يا حولي !!

 


1
فى مقالي بالأمس وصفت قرار إجبار المزارعين وإكراههم على بيع إنتاجهم من القمح بالسعر الذي يحدده السيد مصطفى حولي وزير المالية )المُكلف( وإلى الجهة التي يحددها سيادته، بأنه قرار عجيب وذلك لكونه مدمرا لمستقبل زراعة القمح ولأنه غير قابل للتنفيذ، وسيجلب كوارث للبلاد والعباد لا حد لها، ثم هو ضد سياسات الدولة واقتصاد السوق.
ولو أن السيد حولي يفكر في المستقبل لترك المزارع حرا يبيع محصوله وقت ما يشاء بالسعر الذي يعجبه، إذا لكنا قد اقتربنا فى خلال عامين من تمزيق فاتورة القمح كما فعلنا فى العام 1992 ووفرنا ملياري دولار.
2
كان يمكن للسيد حولي دراسة الموضوع جيدا واتخاذ طرق أذكى للسيطرة على أسعار القمح. كان يمكن ـ مثلا ـ أن يسمح للمخزون الاستراتيجي بأن يستورد قمحا بأسعار أقل. كان يمكن للحكومة أن تطرح على المزارعين سعرا جديدا يقارب ما يطالبون به، تغريهم بالتمويل، وبتخفيض أسعار التقاوى والسماد في الموسم المقبل، كان يمكن أن يستجيبوا لها بدلا من )ليّ اليد(، أو أن تخرج من الموضوع كليا وتدع المزارعين وشأنهم في محصولهم.
3
ما لم أفهمه في قرار السيد مصطفى حولي هو منعه للمطاحن من شراء القمح من المزارعين. يا ترى على أي قانون استند…؟ حين تكون القوة فقط لا القانون هو ما تنفذ به سياستك الاقتصادية فانتظر الخراب!! من حق المطاحن أن تشتري من إنتاج الداخل أو تستورد من الخارج، ومن حق المزارع أن يبيع لها، خاصة وأن المزارع قد يجد سعرا أفضل و)كاش( فهو حر أن يبيع أو يحتفظ بإنتاجه أو يبيعه لمن يشاء أو يوزعه مجانا على خلق الله. السعر الذي أعلنته الحكومة وسُمي بسعر التركيز )1850( جنيها إنما كان لحماية المزارعين وتجنيبهم الخسارة في حالة نزول الأسعار، أما إذا ارتفعت الأسعار فليس للحكومة أن تفرض على المزارع سعر تركيزها.
4
تسقط الحكومات والأنظمة حين تصاب بالصمم والعمى فلا تسمع ولا ترى ولا تصحو من غيبوبتها إلا وهدير الجماهير يهزها من رأسها إلى أخمص قدميها. تسقط الأنظمة حين يدبر أمر اقتصادها موظفون لا شأن لهم بالاقتصاد فيوردونها موارد الهلاك، هل جاءك حديث أتبرا.. التي صحت ذات اليوم بدون مقدمات فوجدت خبزها الحافي قد ارتفع في ليلة واحدة إلى ثلاثة جنيها فزلزلت الأرض زلزالها وأخرجت أثقالها ولا تزال. ذلك بأن موظفا عجيباً في الحساب السياسي والاقتصادي قرر ذلك فجأة.
يا إلهي متى تأتي القيامة؟. حسبنا الله ونعم الوكيل.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد