يعرف الباحثون (الدولة العميقة) في إختصار بأنها مجموعة من المصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية يسيطر عليها عدد من الأشخاص واللوبيات أو المؤسسات للحفاظ والدفاع على مصالحهم المكتسبة بطرق غير قانونية ويضيفون الباحثون بأنه كلما تجذرت الديمقراطية والمحاسبة والتداول السلمي على الحكم، كلما ضعفت “الدولة العميقة” والعكس صحيح.
وقد أفلحت الإنقاذ بنسخها المختلفة في العمل على تكوين (دولة عميقة) بمعنى الكلمة خلال حكمها الذي إمتد لثلاثين عاما حيث خلقت عشرات الآلاف من الأثرياء فجأة دون ممارسة عمل منتج عن طريق التغول على المال العام والتصرف في ممتلكات الدولة والمضاربة في العملات وهي التي تسببت في تسريح الآف الأساتذة والمعلمين والأطباء والمهنيين وأصحاب الكفاءآت من ذوي الخبرات العالية الذين إستبدلتهم خلال سنوات حكمها الطويل بمنسوبيها ممن لا يمتلكون أدنى قدرة على العطاء وهي التي ظلت تمتلك الرأي العام (الرسمي) وتوجهه بما يخدم أغراضها (الدنيئة) عن طريق الإعلام المفبرك والقنوات التلفزيونية المضللة هذا علاوة على تأسيسها للعديد من الأمبراطوريات الإقتصادية الخاصة وتكوينها للمليشيات والأذرع العسكرية المدربة .
لعل السؤال الذي يطرح نفسع وبقوة بعد هذا الإتفاق الأخير بين (المجلس العسكري) وإعلان قوى الحرية والتغيير هو (كيف ومتى يتم تفكيك هذه الدولة العميقة ؟) وهو سؤال تنبع أهميته من أن مستقبل كل العملية السياسية يرتهن إلى هذا التفكيك حيث أن الملاحظ أنه وبعد كل هذه الشهور من إقتلاع النظام الفاسد فإن أركانه ، والمستفيدون منه ظلوا فى مواقعهم كامنين، وبنفوذهم متشبثين، وبأملهم فى إعادة إنتاج هذا النظام متمسكين.
لا أحد يشك مطلقاً بإنحياز (المجلس العسكري) للنظام البائد ولا نريد أن نبذل -هنا- الأدلة على ذلك (ما عايزة درس عصر) لذلك فإن العمل على (تفكيك الدولة العميقة) من قبل (الحكومة الإنتقالية) من المتوقع أن يواجه بالكثير من (الدغمسة) واللف والدوران و(التأجيلات) والإلتفاف حول القوانين لا سيما وأن رئاسة الحكومة في فترتها الأولى سوف تكون (للمجلس) !
إن النفس لتمتلئ حسرة وغبناً والمرء يرى (اللصوص والحرامية) الذين تباروا في مص (دم) هذا الشعب طوال هذه السنن وهم يتنقلون من بلد إلى آخر يتفقدون إستثماراتهم التي شيدوها بأموال هذا الشعب المسكين ، ويشاهد من قتلوا أبنائه وإغتصبوا نسائه وهو يتجولون وعلى شاشات (التلفزيون) يتحدثون فهل يستطيع هذا (الإتفاق) وهل بمقدرته حسب ما إحتواه من (بنود) تفكيك الدولة العميقة وإستعادة حقوق هذا الشعب الضائعة؟
أقول قولي هذا (وده سبب المقال) حيث لا يزال معظم التنفيذين والدستوريين والسياسيين والعديد من أعضاء البرلمان السابق والوزراء وأعضاء المؤتمر الوطني من رموز النظام المدحوريحتفظون أمام منازلهم الحكومية (لم يسلموها) بحراساتٍ كاملة من رجال الشرطة أو الامن بكامل عتادهم يتمتعون بالماء والكهرباء و(التكييف) وخدمة الإنترنت على حساب المواطن (المغلوب) في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يكونوا قابعين في السجون في إنتظار محاكمات عادلة !
كسرة :
إختفى في ظروف غامضة ……………………………… الجيش طبعن !
كسرة ثابتة :
• فليستعد حرامية هيثرو وبقية القتلة واللصوص
• أخبار التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟