في الأنباء أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم تخطط لاستجلاب أطباء مصريين للعمل بالولاية بل وشرعت فعليا في الترتيب لذلك بالتنسيق مع السفارة المصرية بالخرطوم،وفي الاطار ذاته أي استجلاب تقرأ )استيراد( الأطباء،كانت وكالة الأنباء البنغلاديشية نشرت خبرا مؤداه أن الحكومة السودانية شرعت فعلياً في التعاقد مع أطباء من دولة بنغلاديش،وأفادتالوكالة أن حكومة السودان أبدت رغبتها في التعاقد مع أطباء بنغلاديشيين،في طلب قدمه السفير السوداني وقتها حسن عيسى الطالب لوزير الصحة البنغلاديشي حينها حسن نظيم،ونقلت الوكالة عن السفير قوله إن بلاده بالإضافة إلى التعاقد مع أطباء للعمل في السودان لسد النقص هناك،فإنها أيضاً ترغب في استيراد الأدوية البنغلاديشية،والتي وصفها بـأنها )عالية الجودة(..هذا ما كان بشأن خبر الوكالة البنغلاديشية والأطباء البنغلاديشيين،مقرؤوا مع خبر ولاية الخرطوم حول )استيراد أطباء أجانب( فماذا بشأن أخبارنا المحلية وأطبائنا الوطنيين..
مسؤولو المجلس الطبي السوداني قالوا في وقت سابق إن )60(% من أطباء السودان المسجلين والبالغ عددهم )22( ألف طبيب قد هاجروا و)هجوا( من البلد،كما أقرت وزيرة العمل عامها إشراقة سيد بالهجرة الكثيفة للأطباء السودانيين،كشفتفيها أن )80%( من المهاجرين أطباء عموميون لم يجدوا فرص عمل في البلاد،وسبق أن قال وزير المالية الأسبق علي محمود في إجابة عن سؤال حول حال الاقتصاد،إن الاقتصاد عال العال والاسعار مستقرة ولا أثر يذكر لفقداننا لعائدات تصدير البترول،فقد احتطنا لذلك ببرنامج ثلاثي تمكنا معه من التعويض بتصدير الذهب والنبق والدكاترة ومنتجات أخرى لم يسمها ربما هى القنقليس والعرديب والدوم والقرض والجوقان،ولن نغالط في أمر الذهب،ولكن لا ندري كيف ومتى دخل النبق والدكاترة ضمن قائمة الصادرات؟وماهو العائد الذي حققته؟،فالذي نعلمه أننا نستورد النبق الفارسي،أما الدكاترة فقد كانت وما تزال هجرتهم هرباً من سوء الحال وتردي الاوضاع الصحية والاقتصادية والمالية،وكان الاجدر بالوزير أن يأسى على هذا الحال ويتأسف على فقدان البلاد لهذه الكوادر التي تحتاجها بدلاً من أن يدرجهم ضمن سلع الصادر، وحديثه عنهم هنا بهذه الطريقة أقرب أن يكون مسبة من أن يكون مفخرة يتباهى بها
.. إذن هذه هي المعادلة التي تقوم على تصدير الأطباء الوطنيين وفقاً لرأي وزير المالية الأسبق، أو تركهم يهاجرون وفتح باب الهجرة لهم واسعاً على مصراعيه كما هو حادث فعليا، وفي المقابل إحلال أطباء بدلاء في مكانهم كما يخبرنا اليوم خبر ولاية الخرطوم وأخبرنا من قبل خبر الوكالة البنغلاديشية،وأذكر أن البعض عندما طالعوا خبر الوكالة البنغلاديشية تساءلوا مستغربين ولماذا أطباء من بنغلاديش وليس باكستان أو الهند أو كوريا أو السند مثلا،فجاءتهم الاجابة من الصحافيين الذين سبق أن قالوا في توصيف الأوضاع البائسة التي يكابدونها،)نحن لسنا صحافيين..نحن بنغالة مسترقين..وهذه التي نعمل فيها ليست صحف بل كناتين( تصديقاً للوصف الذي أطلقه أمين مجلس الصحافة السابق الأخ الزميل العبيد مروح،وبوصف الصحافيين لأنفسهم بــ)البنغالة( أرادوا أن يقولوا إن أجورهم هزيلة وضعيفة تماثل الأجور التي تتلقاها العمالة البنغالية مع الاحترام لهم، ومن يومها دخل هذا المصطلح قاموس الصحافيين.أما أجور الأطباء المصريين المراد استجلابهم فلا شك أنها أعلى بكثير مما يتقاضاه نظرائهم الوطنيين)وسلمليعلى توطين العلاج بالداخل(..