والجميع لا حديث لهم خلال اليومين الماضيين غير (قبول من عدم قبول) الخبير الاقتصادي الدكتور حمدوك تولي حقيبة المالية في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به البلاد نجد أن الموضوع قد وجد حظه من (النقاش) والتحليل والكلام ولا داعي للخوض فيه ولكن قبل أن ندلف لموضوع مقال اليوم فقط نريد أن نتساءل في غباء: (في أي بلاد في الدنيا يتم تعيين وزير دون إخطاره بالأمر وأخذ موافقته)!
موضوع مقال اليوم رسالة وصلتني بالبريد الإليكتروني من مواطنة قامت بأداء شعيرة الحج لهذا العام فإلى الرسالة:
الأستاذ المحترم الفاتح جبرا
السلام عليكم اسمح لي عبر عمودكم المقروء أستاذي أن أكتب وأوضح لكم عن حج هذا العام 1439هجرية والذي بلغت تكلفته 90000000 جنيه (تسعون مليون جنيه) للحاج الواحد، ذهبنا الى الأراضي المقدسة عبر حملة الحج والعمرة السودانية وكلنا آمال عراض بأن نتلقى ما يسرنا ويرضينا ويسهل علينا أداء هذه الشعيرة خاصة وهذه المبالغ المدفوعة لحكومة السودان ولحكومة خادم الحرمين الشريفين من ضيوف الرحمن، ولكن للأسف يا أستاذي لا هؤلاء ولا أولئك قاموا بالواجب.
نزلنا في مكة في (منطقة العزيزية إسكان 6) في الأيام القليلة الأولى كان هنالك ترحيل من وإلى الحرم المكي غير أنه ودون إبداء أي أسباب توقف الترحيل في الخامس من ذي الحجة وبدأت مأساة الحجاج حيث لا ترحيل حكومي لا أَي وسيلة مواصلات أخرى غير سائقي سيارات الأجرة الذين تمنوا وضاعت أموال الحجاج حيث لا توجد رقابة من الحكومة السعودية لتوقف الفوضى حيث قام سائقو الأجرة برفع الأسعار إلى مبالغ لا تصدق قام بدفعها حجاج بيت الله الحرام صاغرين.
أما عن (الأكل) أستاذي الكريم فهو الآخر مأساة لا تقل عن (الترحيل) فطريقة الأكل غير منظمة إطلاقاً وعدد الموظفين غير كافٍ مقارنة بعدد الحجاج والوجبات نفسها ضعيفة في محتواها ولم تكن هنالك مراعاة لكبار السن ومرضى السكر، بل كتيراً ما نقص الأكل عن الحجاج بالأخص في اليوم السابع والثامن والتاسع من ذي الحجة.
رجعنا إلى منى في صبيحة يوم العيد وقد كانت أكبر معاناة لنا في أيّام التشريق حيث فوجئنا [أنه لا توجد وجبات كما لا تتوفر أماكن مريحة للنوم وللأسف لا أماكن مريحة (لقضاء الحاجة) الشيء الذي أدى الحاجات من النساء لاستعمال مراحيض الحجاج (الرجال).
هذا علاوة على التكدس والازدحام الذي سببه وجود 1400 (ألف وأربعمائة) حاجة في خيمة واحدة (انظر الصور المرفقة) مما جعل مسألة (النوم) أو مجرد (الراحة) شيئاً مستحيلاً في حج دفعت له كل تلك الملايين!
طيب ماذا عن العناية الطبية؟ للأسف توقف الكادر الطبي مع أول يوم العيد إلى اليوم الرابع وكانت إجابة الطبيب إنو السعوديين ما بشتغلوا أيام التشريق؟ ثم توقفت العيادة توقفاً تاماً (لا تشريق ولا ما تشريق)!
في المدينة كان السكن قريباً من الحرم النبوي في الأيام الأولى والأكل منظماً لمدة خمسة أيّام ولكن (النعم لا تدوم) ففي اليوم السادس انتقلنا إلى سكن آخر بطريقة غير لائقة بحجاج بيت الله من غير ترحيل مسبق ولا تنظيم من أمراء الأفواج، حيث أتت سيارات صغيرة لنقل الحجاج مما أدى إلى إجهاد تام وإعياء لبعض الحجاج من المرضى كبار السن.
خلاصة الأمر يا أستاذي أن حملة الحج والعمرة السودانية بكل هذا الكم الهائل من أموال الحجاج لم تقم بما يمليه الضمير من العمل على راحة حجاج بيت الله الحرام مقارنة بحجاج الدول الأخرى وهذه المسالة يا أستاذي قد استمرت لأعوام طويلة دون محاسبة لمن يتسببون فيها إذ يبدو أن المسألة لا تخلو من (قطط سمان) والله المستعان!
تعقيب:
هل من تعقيب من السيد رئيس بعثة الحج لهذا العام.. ولا نخليها مستورة!
كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 101 واو – (ليها ثماني سنين وخمسة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 60 واو (ليها خمس سنين).