أزاح والي غرب دارفور الستار عن ما يدور في مسرح الاحداث التي عانت منها مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور ، وكشف الوالي عن الاميال الشاسعة بين ولاة الولايات وحكومة المركز ، وماقاله الوالي في مؤتمره الصحفي أكدأن وزير الداخلية ليس له علم بما يدور في الجنينة فبدلا من ان يهاتف وزير الداخلية من اول ساعة للاشتباكات والي غرب دارفور لمعرفة مايدور هناك ويتحرك فورا الي مكان الاحداث يبقى وزير الداخلية بالخرطوم ومع ذلك ( لايمكن الوصول اليه ).
واشتكى والي ولاية غرب دارفور محمد عبد الله الدومة من وجود خلل في وزارتي الدفاع والداخلية فيما يختص بالتنسيق مع الولاة، وأكد عدم تمكنه من الاتصال بالوزارتين أثناء الأحداث الأخيرة بالجنينة وكشف الدومة عن مطالبتهم بقوات إضافية من الحكومة المركزية لمساندة القوات الموجودة في بالولاية أثناء اندلاع الأحداث وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس (طلبنا قوات اضافية لكن الحكومة لم تمدنا بالقوات حتى اليوم الخامس، ولا بعسكري واحد).
هذا الحديث الذي يؤكد حجم الفراغ الأمني الكبير بالمدينة وقصور دور الحكومة وغيابها التام عن مسرح الاحداث في المدينة وهل من المنطق ان يكون ( البحث جاريا ) عن وزير الداخلية والعشرات من المواطنين يموتون ولم يتم العثور عليه حتى بعد مرور خمسة ايام من الاحداث ، ولايجمعه مجرد اتصال هاتفي بوالي الولاية ، في مدينة مضطربة تكررت فيها مثل هذه الاحداث ، ولم تمر ثلاثة اشهر من اشتباكات شبيهة بذات الدوافع والأسباب ، فكان من المفترض ان لاتبارح قواته المدينة منذ انطلاق الاحداث الاولى التي شهدتها الولاية في يناير لانه كان يجب ان يكون متوقعا تكرار هذا السيناريو ، فالوزير كان يجب ان يتحرك للولاية من اول يوم بعد سماع اخبار الاحداث ولو من اجهزة الاعلام
ووصول والي ولاية غرب دارفور الى الخرطوم يعني ان حالة الانفلات بلغت ذروتها كما يدل وجوده ايضا على تخاذل كبير من المركز في القيام بدوره تجاه الولاية وفشل المكون العسكري عن السيطرة على الاوضاع هناك ، كما ان هذه الاحداث الدامية هي طعنة في خاصرة اتفاق جوبا ، كشفت ان السلام مازال بعيدا كل البعد عن دارفور ، وموت العشرات من المواطنين هناك يعني مما لايدعو مجالا للشك ان أطراف السلام الذين وقعوا على اتفاق جوبا لايجمعهم بدارفور إلا كونهم ابناء الإقليم لكن بينهم وبين المواطن مسافات لن يطويها منصب وزاري او مقعد برلماني.
والحرب دائما هي التي تكشف بواطن الحقائق ، عكس السلام الذي يجمل ظواهر الاشياء ويغلفها بالعبارات السياسية الزائفة ، لذلك هذه الاحداث ، كانت عبارة عن مرآة عكست ضعف قبضة الحكومة الأمنية وعكست ان المواطن مازال يفتقد السلام الحقيقي الذي يجعله آمناً في بيته ، ويظل غياب الجهات الأمنية والعسكرية عن ارض الاحداث في الجنينة فشل عسكري يستحق عليه بعض المسؤليين المساءلة والمحاسبة إن كان الفشل في أخذ الحيطة والحذر قبل وقوع الاحداث او بعدوقوعها .
طيف أخير :
اريتك ياوطن سالم معافى من الحروب والخوف وعايش في سلام مبسوط.