كتبت منذ فترة مقترحه على وزارة التربية والتعليم اتخاذ قرار شجاع بتجميد العام الدراسي ..واستغلال الوقت في تهيئة المدارس واكمال طباعة المنهج وتجربته واجازته ..لكن يبدو ان كل ما نكتبه (يشيلو الريح ويتفرق ) ..فالوزارة لا تزال تكابر ..وتبذل الوعود بفتح المدارس ..وفي المقابل تستمر في تمديد الاغلاق اسبوع بعد آخر ..وفيروس الكورونا سادر في غيه ..ولم يبلغ مسامعه ان هناك دولة على وجه الأرض ..تنتظر ان تنحسر موجته وتستعيد الحياة طبيعتها حتى تبدا عامها الدراسي ..ولا عزاء للعمر الضائع سدى.
رغم هذه السوداوية في بداية المقال ..فانني اكتب سعيدة لاخبركم بانني شاركت في ندوة اسفيرية اقامها مركز ابعاد للتدريب ..اشترك في الندوة مجموعة لا يستهان بها من الحادبين على امر التعليم في السودان ..وقدم بروفسور العجب محمد العجب (جامعة الخليج العربي ) والاستاذ عبد المنعم عبد السلام (مدارس الايمان – مملكة البحرين) خطة مقترحة لبدء العام الدراسي في السودان ..الخطة مفصلة على اوضاع السودان الحالية ..ويمكنها ان تساهم فعلا في وضع حد للتخبط في امر الدراسة في عهد الكورونا.
تقسم الخطة السودان الى اربعة اطارات ..الاطار الأول وهي منطقة يمكن فيها بدء التعليم عن بعد لتوفر الوسائط والمعرفة التكنولوجية ..وهي العاصمة والمدن الكبرى ..وهذه المناطق هي التي تعاني من الحالات المتزايدة لفيروس الكورونا ..ويمكن الاستعانة بالبرامج التلفزيونية وبرمجيات مؤتمر الفيديو .
الاطار الثاني هو ادماج التعليم عن بعد مع التعليم المباشر ..ويكون في حالة حوجة الطلاب للتعلم المباشر مع التعلم النظري ..وفي هذه الحالة يتم تقسميم الطلاب الى قسمين ..النصف الاول يذهب للمدرسة نصف ايام الاسبوع ..لتلقي التعليم المباشر والنصف الثاني يمكث في البيت لتلقي العلوم النظرية ..ومن ثم يتم تبادل الادوار في النصف الثاني من الاسبوع .
الاطار الثالث ..وهو يصلح لمناطق ليست بها منصات تكنولوجية ..وبها كثافة سكانية .وفي هذه الحالة تعمل المدارس لفترتين ..صباحية ومسائية للتقليل من الازدحام والمحافظة على التباعد الاجتماعي ..وفي هذه المدارس يكون التعليم مباشرا ولا توجد منصات تكنولوجية .
الاطار الرابع …وهو المناطق البعيدة والارياف ..والتي لا تعاني من كثافة سكانية ولم تسجل بها حالات مرضية للكورونا ..وفي هذه الحالة يستمر التعليم بنظامه العادي تعليم مباشر ولفترة واحدة يوميا ..
الخطة اعلاه تتطلب تضافر الجهود بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الاعلام وشركات الاتصالات ..وهي اذا تم تطبيقها بطريقة صحيحة ستضمن استمرارية العملية التعليمية في ظل جائحة الكورونا ..وتحفظ لنا ماتبقى من العام الدراسي ..الذي كاد ان يضيع ما بين مطرقة الكورونا ..وسندان التراخي الحكومي ..ويا وزارة التربية والتعليم ..انقذوا العام الدراسي باعتماد الخطة اعلاه ..تحت شعار (الشهور الجفلن خلهن ..اقرع باقي السنة.)
