صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الثورة محروسة.. ما بنخاف.. ما بنخاف !!

31

رحيق السنابل

حسن وراق

الثورة محروسة.. ما بنخاف.. ما بنخاف !!

* نحن الآن في خواتيم العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك المصادف طيلة شهر مايو الذي انقضى أيضا ومن قبله شهر ابريل شهر الثورة الظافرة التي أذهلت العالم وادخلت السودان في موسوعة الأحداث العالمية مسجلا أضخم مظاهرة تجاوزت 5 مليون متظاهر وسجلت صلاة الجمعة الاولى في مقر الاعتصام أكبر صلاة جمعة امها عدد من المصلين لم تشهدها حتى الاراضى المقدسة . تدخل الثورة الآن شهرها الثالث وكذلك الاعتصام الجماهيرى تلك الفكرة العبقرية التي يسرها الله وقال لها كن فكانت وما تزال صمام أمان الثورة واصبح الموقع رمزا للجسارة والبطولة والاستشهاد الذي مهر بأغلى دماء الشباب السودانى ومزار فريد .
* ما لم يدركه الكثيرون بمن فيهم المجلس العسكري الانتقالي وفلول النظام السابق بأن هذه الثورة محروسة بالعناية الإلهية التي مدت لطغيان ولظلم وقهر وارهاب نظام الانقاذ مدا حتى حسبوا أنهم باقون في الحكم أمد الدهر . ثلاثون عاما من حكمهم الشمولي الظالم باسم شرع الله الذي كان مجرد واجهة من خلالها ارتكبوا اكبر مفاسد الحكم واساءوا لحقوق الانسان السودانى قتلا وظلما وبشاعة، استباحوا بفسادهم المالى والاخلاقى البلاد واهانوا العباد حتى اصبح السودان يحرز المراتب الاولى في ترتيب البلدان الاكثر فسادا وفقرا وظلما واستمرار للحروب والقتل . العناية الإلهية لم ولن تغفل على العباد المحتسبين الصابرين على ظلم الطاغية المخلوع وزبانيته وازلامه وسدنة حكمه الذين يحاولون استعادة حكمهم ولم يرعووا متجاسرين على ارادة الحق عز وجل الذي فضح زيفهم وزلزل الارض من تحت اقدامهم وهم لا يعقلون أن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وقد دارت الدائرة عليهم بالذل والمسكنة لوكانوا يعقلون .
* كثيرة هى القدرات الالهية، تبينت في هذه الثورة التي أزهقت باطل الانقاذ وحكمها الظالم . حكام الانقاذ وطاغيتهم المخلوع لم يتخيلوا يوما أنهم سوف يصبحوا خارج الحكم بعد أن ظلوا فيه لثلاثين عاما فلا تزال تتملكهم الصدمة وهذه اول قدرات الحق عز وجل الذي ثبت افئدة هؤلاء الشباب لمواجهة ترسانة من الاسلحة والنيران والغازات والضرب المفضى للموت مسجلين ملاحم بطولية لم تشهدها الحروب من أين لهولاء الشباب هذه الجسارة والاقدام واقتحام نيران العسس وكتائب ظل النظام التي بث الله في قلوبهم الرعب وجعلهم يفرون تاركين اسلحتهم وعتادهم لثوار عزل لا يحملون ما يدافعون به عن أنفسهم وعن ثورتهم سوى شعاراتهم وسلميتهم التي اصبحت ايقونة ورمز لن يتجاوزه التاريخ الانسانى ليؤكد لشعوب العالم بأن الشعب السودانى شعب معلم بلا منازع .
* لأن هؤلاء الثوار خرجوا صادقين حملوا ارواحهم في أكفهم لإسقاط نظام يعلم الله أنه أكثر ظلما مما نحسب وأكثر فسادا مما كنا نتوقع وأكثر نفاقا مما كنا نتخيله ولأنه نظام حكم خطر على الانسانية جمعاء أظهر حقيقته على الملأ ورغم محاولات اركانه من الذين تشبثوا بالبقاء من فلول لجنته الامنية العليا التي ما تزال تحاول اجهاض الثورة عبر مجلس عسكرى انتقالى لم يتعظ جنرالاته من حكم طاغيتهم ليسيروا في دربه مرتكبين من الخدع والمكائد والمكر ولكن، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ولم يستبينوا حقيقة امرهم بأنهم مجرد امتداد لعهد الظالم المخلوع الذي امنوا موقفه واحاطوه بالامن والعناية وكأنه لا يزال في الحكم لم يدركوا بأن الحكم أمانه ابت الجبال حملها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا، لم يؤمنوا بآيات الحكم في محكم التنزيل بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وهاهى الثورة التي مهرها الشباب بدمائهم الغالية قربانا لتغيير ما بأنفسنا ولهذا فإن ارادة الحق عز وجل تقف مع الثورة والثوار .
* الكرامات والمعجزات التي يرويها الثوار كم هى كثيرة تؤكد على أن الله عز وجل يحرس هذه الثورة ووقودها من الشباب الثائرين الذين لم يفروا من الضرب والنيران، لم يهابوا زخات الرصاص على اجسادهم التي تتنزل عليهم بردا وسلاما مؤكدين في شعاراتهم العبقرية وليدة اللحظة ان ( الطلقة ما بتكتل، بكتل سكات الزول) وكأن هنالك تنزيل والهام من السماء يترجم حالة الفعل الثورى الذي يتصدى له هؤلاء الثور بجسارة في شعارات وهتافات اصبحت اهازيج ترددها الشوارع في التظاهرات والمواكب وعلى لسان الاطفال وتطرب لها الاجنة التي في الارحام وحديثى الولادة هتافات اسمعت من به صمم . كثيرة هى المعجزات والكرامات في ميدان الاعتصام الذي أصبح حقيقة لا تقبل إلا التصديق وليست خرافة من لدن خرافات ودجل حرب الجنوب التي حابت فيها القردة والتي فجرت الالغام . ساحة الاعتصام اصبحت مقر له قدسيته يتدبره الله بالرعاية والحفظ والصون وينزل عليه من بركاته طعام وشراب مختلف الوانه، ازاح الله عنهم المرض والرهق والخوف، الف بين قلوبهم شعوبا وقبائل قرب بينهم وجعلهم بنعمته إخوان في الخير والانسانية .
* بعض الاحداث التي تشغل الثوار والمواطنين السودانيين من مكائد واكاذيب وخداع يحاول خلالها المجلس العسكرى الانتقالى وعبر كتائبه الاليكترونية التشويش على لحمة الثوار ووحدتهم لخلق بلبلة وسطهم ولكن تشيئ ارادة المولى ان تفضحهم في كل مرة ابتداء من كذبة ابنعوف الاولى واعضاء اللجنة السياسية واستقالة عدد من اعضاء مجلس البرهان الفاقد دليل . ما نشهده اليوم من اضطراب وعدم قدرة على اتخاذ القرار وعدم استقرار وسطهم اراد الله ان يفضح أمرهم ويبث الرعب فيهم ويجعلهم مطية لأراذل العرب يطوعونهم لخدمة مصالحهم وسط استنكار العالم وشعوبه ومنظماته العالمية . هذا المجلس العسكرى لا يملك خيار غير تسليم السلطة لأهلها وان أى مماطلة وتسويف لمحاولة البقاء في الحكم طويلا ستفتح عليهم ابواب من الغضب الالهى لأن هذه الثورة حق أولى به أصحابه ولن تأتى الانقاذ بالشباك بعد أن قذفها الله والشعب السودانى بالباب وتأكدوا بأن الثورة محمية بقدرة الحق الذي سيفضحهم ويفتنهم وسيشتت شملهم وسيسقطوا ثالت ورابع ببركة خواتيم هذا الشهر كما سقطوا اول وثانى .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد