صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البرهان.. إنك ميت وأنهم ميتون

24

” ،

ماوراء الكلمات – طه مدثر

البرهان.. إنك ميت وأنهم ميتون

(1) هناك أوقات يجب عليك أن تغلق فيها فمك (بالطبلة والمفتاح) وذلك عند الغضب، وعند السباحة، وعند الثناء على انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، اي انقلاب البرهان وثلته، فانك ترى كثير من الانقلابات تتغذى وتعيش على مال الشعب وعلى الثناء الكاذب، وأفضل هدية تقدمها لشعبك، ان تكون قدوة حسنة لهم فإن لم تستطع، فعليك تقديم استقالتك، وهو مالم يفعله اي ديكتاتور، او طاغية، لأن نفس جينات التكبر والغرور والعناد، التي كانت متوفرة، لدى الطغاة والديكتاتوريين الذين حدثنا عنهم التاريخ، منذ الاب أو الجد الروحي لهم، النمرود، مروراً بفرعون وطغاة الجاهلية، وبالسلامة وصلت تلك الجينات الى طغاة العصر الحديث.

(2) فكل هؤلاء الطغاة، يتجاهلون إرادة الله، ثم إرادة الشعب، فارادة الله، خلقت الموت قبل الحياة، (الذي خلق الموت والحياة) فهم يظنون أنهم خالدين مخلدين في المنصب، يظنون أنهم مقيمون ما أقام عسيب (كما قال المتنبئ عندما أدركه الموت بجبل عسبب)، ولكن هيهات ما في الناس من خالد.

(3) وقال الله تعالى مخاطباً الرسول صلى الله عليه (انك ميت وأنهم ميتون)، فاليوم يابرهان وانت تحكم الشعب الابي، بالحديد والنار، وبالقتل والسجن والاعتقال، وذلك بسبب ما تحمله من رتبة رفيعة على اكتافك، وغداً ستحمل على اكتافك، دم كل أمرئ سوداني مسلم، قتل دون ذنب، (او جرح مع سبق الاصرار)، لا لشئ سواء أنه خرج مطالباً بحقه في الحياة الكريمة والعزيزة، وخرج ليقول كلمة حق في وجه سلطان جائر، ويبدو انك لا تتذكر هذه الآية (انك ميت وأنهم ميتون) وتتذكر فقط رتبتك، ومنصبك، ولكن عليك أن تعلم أنه كلما زادت رتبتك، كلما زادات ذنوبك، فانت الراعي الرسمي لهذا الانقلاب، وعليك يقع وزر كل الجرائم التي ارتكبت باسمه وبسببه.

(4) قالت لي أمي: إذا أصبحت جندياً، فستصل الى رتبة الجنرال، واذا أصبحت معلماً، فستصل إلى مرتبة وزير التربية والتعليم، ، ولكني أصبحت رساماً، وأصبح اسمي بابلو بيكاسو!! هكذا تحدث الرسام الاسباني بيكاسو، و مايستفاد من هذه الطرفة، (لا تصدق ان كل ما يتمناه ويحلم به والديك، يجب تنفيذه)، والحمد لله، ان والد بيكاسو كان غائباً، لظروف خاصة، والا لقال لولده، وبعد أن تصبح جنرالاً، فستصبح رئيساً لأسبانيا!! بمناسبة الام، أقسم لكم أن أمي (النعمة) رحمة الله عليها، كانت أكثر تدينا من علماء السلطان، السابق أو الحالي أو اللاحق!!.

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد