صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأسوأ قادم

14

خلف الاسوار

سهير عبد الرحيم

الأسوأ قادم

ي كتاب المطالعة الابتدائية طالعنا قصة محمود الكذاب الذي كان يرعى غنم القرية ويصرخ كاذباً كل حين هجم النمر هجم النمر ، فيهرع اليه اهل القرية ليكتشفوا كذبه ، وحين هجم النمر فعلاً وصاح محمود الكذاب لم يصدقه اهل القرية.

وزير الصحة د.اكرم علي التوم الذي صرح قائلاً :(البشير قدرنا عليهو ح تغلبنا الكورونا (الصغيرونة ) دي ) ، لم يعد هناك من يلتفت لحديثه عن خطورة الوباء فلا يمكن ان تقول للمواطنين صغيرونة ثم تأتي لتقول الامر جدي وخطير.

اذكر اني حين سمعت ذلك التصريح قلت ده وزير صحة ولا ناشط في الفيسبوك ، ذلك لعدم مهنية التصريح والذي يضع الرجل في مصاف النشطاء السياسيين او الذين يهتفون من على المدرجات ، ويبعده في ذات الوقت من مهنة الطب والتي يفترض فيها المهنية والوقار والمصداقية والعلمية في الحديث.

تجاوزنا ( صغيرونة) دي ، وقلنا الوقت للعمل من اجل الوطن ولا داعي لان نقصم ظهر الرجل فطالبنا في مقال نشر يوم ٤ مارس في هذه الصحيفة بإغلاق الحدود ، قلناها بالواضح أغلقوا الحدود فوراً.

لم تتم الاستجابة الا في نهاية الشهر وكانت استجابة عجولة شفوقة لا تحمل اي قدر من المسؤولية حيث جاءت التوجيهات بإغلاق الحدود فوراً دون امهال المواطنين وهو اجراء خاطئ لم يمهل السودانيين العالقين في الخارج فرصة القدوم الى وطنهم.

وفي كل العالم لا توجد دولة تغلق حدودها في وجه رعاياها بل الاصل انها تمنحهم فرصة العودة ومن ثم تتخذ الاجراءات الطبية اللازمة من حجر صحي و ضمانات عدم انتشار العدوى.

ما حدث ان مجلس السيادة اصلح الخطأ بخطأ اكبر سمح بالدخول خلال ٤٨ ساعة دون ان يقوم بإجراءات الحجر الصحي للعائدين ، حيث اكتفوا بفحص درجة الحرارة للعائدين، ذلك الفحص الذي اثبت عدم فاعليته بدليل ثبوت عدد من الاصابات لاحقاً لنفس الاشخاص الذين تعرضوا لفحص درجة الحرارة في المطار.

هذا طبعاً غير المعلومات الطبية التي اكدت ان كثيراً من الذين يحملون الفيروس لا تظهر عليهم الاعراض اصلاً وهؤلاء الاخطر لأنهم يتعاملون مع الجميع دون اي تدابير احترازية.

الشاهد ان اكبر حاجز نفسي كان بين القادمين والحجر الصحي كان انتشار فيديوهات وعدد من اللايفات لا تسر حبيب ولا عدو ، الصور اقرب الى سجن غوانتنامو وليس حجراً صحياً لمريض يحتاج الى العناية الطبية والنفسية والبيئة الصحية الملائمة ، فكانت النتيجة هروب الكثيرين.

ان مسؤولية تفاقم المرض هي مسؤولية وزير الصحة مباشرة ، ففشله في توفير حجر صحي مناسب وحجر القادمين فيه والذين تقدر اعدادهم بأكثر من ثلاثة الاف كان السبب الرئيس في دخول السودان دائرة الجائحة.

خارج السور:
ما سينفقه الوزير في مكافحة الجائحة سيكون عشرات اضعاف ما كان يمكن ان ينفقه في حجر صحي مناسب للقادمين.

سهير عبدالرحيم
Kalfelasoar76@hotmail.com
نقلاً عن الانتباهة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد