> في العام 2008 أجريت سلسلة حوارات مع عدد من المرضى المصابين بالإيدز ، حكوا في تلك الحوارات عن معاناتهم مع المرض، وتأثير الوصمة على تفاصيل حياتهم.
> التفاصيل كانت سلسلة من الآلام والمعاناة، المأساة تبدأ من الأسرة التي لا تتفهم ظروف المرض، ومن ثم تبدأ في التعامل بقسوة مع المريض.
> حكى لي ) خالد( وهو أحد المرضى أنه يخفي المرض عن أسرته، وعن زملائه في العمل؛ وذلك لأنه شاهد كيف يتعامل المجتمع مع المريض حال معرفتهم بمرضه ؛ فقال لي لماذا أخبرهم عن مرضي دعيهم في ضلالهم، ودعيني في كذبي لن أجني شيئا سوى المعاملة السيئة.
> حديث خالد كان عين الواقع بخصوص الوصمة التي تلازم مريض الإيدز؛ حيث إننا نعيش الفهم القاصر للكثير من الأمراض، والمفاهيم، وعلى الرغم من أن الإيدز مرض يحتمل الانتقال عبر أكثر من طريقة إلا إن الفهم السائد لدى مجتمعنا أنه مرض جنسي ينتقل- فقط- بممارسة الجنس.
> عائشة امرأة متزوجة مريضة بالإيدز انتقل إليها عن طريق نقل دم ملوث، إحداهن نقله لها زوجها، وآخر اعترف أنه مدمن لليالي الحمراء، وأنه يغير النساء كما يغير ملابسه، ولا يعلم من أي امرأة التقطه، أو عدد النساء اللائي نقله إليهن.
> إذاً الإيدز مرض لا يحتاج أن نغلف مرضاه، ونسجنهم في دائرة الشك، والريبة، والضلال، والفسوق؛ بل نحتاج أن نسمو فوق تصنيف البشر، وممارسة دور الصالحين، وأولياء الله في الأرض على الآخرين.
> نحتاج أن نعيد إدماجهم في المجتمع، ومنحهم فرصة أخرى؛ لرسم خارطة حياة يكونون فاعلين من خلالها، نحتاج أن نستفيد من تجاربهم في معرفة موطئ أقدام أجيال قادمة، ونحتاج أكثر أن نفهم أننا لسنا أفضل من الآخرين.
> مرضى الإيدز مثلهم مثل المرضى الآخرين ينبغي أن نتعامل مع ما أصابهم بدءاً بفهم أكثر شمولية، وموضوعية، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
> دعونا نعيد إدماجهم في المجتمع، ونهيئ لهم من وعينا وإدراكنا متنفسا لهمومهم وأوجاعهم.. فالإيدز مرض ليس بعيدا منا.
نعم ليس بعيدا منا مع كل السوء الذي تعانيه مستشفياتنا، ومع الأخطاء المتعددة في مراكز الطوارئ، ومع الفساد الذي أصاب أخلاقنا في مقتل، ومع صوالين الحلاقة المتخلفة، وضوابط السلامة المعدومة في حلنا، وترحالنا.
خارج السور :
> عزيزي القارئ لا تسخر من مرض الإيدز بل كن شجاعا«، واذهب إلى أقرب مركز فحص، واسأل نفسك هل أنا مصاب بالإيدز؟.