تتعرض قوى الحرية والتغيير هذه الأيام، إلى حملة تشويه واسعة النطاق بغرض إضعافها وتقليم أظافرها، توطئة لتجاوزها بعد إكمال عملية الاستنساخ للأجسام الموازية لها… لكن بكل تأكيد أن هذا النوع من الفعل هو ما أفسد الحياة السياسية خلال سنوات الإنقاذ العجاف، قوى الحرية بكل أحزابها وتنظيماتها النقابية التي وقعت على إعلان الحرية والتغيير، تُعبر عن أهداف الثورة ومطالبها المشروعة وهي التي قادت الحراك الثوري في ظل ظروف أمنية قابضة وبالتالي نالت شرف قيادة الثورة وهي أحق من سواها، فمن الطبيعي أن تفاوض باسم الثوار ولابد من استمرار الاعتراف بها كممثل للحراك ومفوض من قبل الثوار في الميدان، وهي الآن تمثل عنصر قوة الثورة ، فإذا ضعُفت ذهبت ريح الثورة…
ما استغرب له حد الدهشة، بروز صوت قوى انتهازية كانت جزءاً من النظام المخلوع حتى لحظة سقوطه، تطالب بكل قوة عين أن تكون ممثلة للثوار وهي التي كانت تبارك تقتيلهم قبل الثورة وبعدها سواء كان ذلك صراحة أو بالصمت ، ألا يستحي هؤلاء أم تراهم يظنون أن الشعب السوداني بلا ذاكرة؟
هناك حقيقة يجب أن تكون واضحة في أذهان الناس، وهي أن قوى الحرية والتغيير لا تتكلم عن برنامج تنظيمي، ولا عن أهداف حزبية حتى يقال إنها تمثل الشعب السوداني أو لا تمثله، هي الآن تعبر عن أهداف ومطالب الثورة وهذه أمور تم الاتفاق عليها في الإعلان، وبهذا فهي تُعبر عن تطلعات الثوار في الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، لذلك فهي تمثل كل من ارتضى الثورة وأهدافها ومطالبها ، ومن الطبيعي ألا تعبر عن فلول النظام المخلوع ولا الأحزاب التي كان قد صنعها، لأن هؤلاء جميعاً تمثلهم الثورة “المضادة” التي تسعى لإجهاض ثورة 19 ديسمبر، لذلك أرجو ألا ينخدع الناس بالحديث “الديماجوجي” الذي يبدأ وينتهي بعبارة واحدة وهي “أن قوى التغيير لا تمثل كل الشعب”، ومن قال إنها تمثل كل الشعب؟! فهي تعبر عن أهداف ثورة الشعب، وتمثلك إن كنت مؤمناً بأهداف الثورة وتطلعاتها نحو دولة القانون والحكم الرشيد والحرية والديمقراطية ، وهي قطعاً لا تمثلك إن كنت جزءاً من النظام الفاسد الفاشل المخلوع الذي يحاول الآن الالتفاف على الثورة بإنتاج نفسه في ثوب جديد…
فالقضية ليست قضية تمثيل أو عدمه ، بل تعبير عن أهداف الثورة من عدمها ، والتعبير عن أهداف الثورة تقوم به قوى الحرية وتستحقه عن جدارة لدورها الكبير في توجيه الحراك الثوري وتحمُل تبعاته عندما كانت القوى التي تناهضها التمثيل الشعبي الآن، إما والغة في دماء الثوار العُزّل بشكل أو بآخر أو مساندة ومباركة لكل ما يحدث أو صامتة مكتفية بالمخصصات والحوافز التي تجود بها مناصب استحلبتها المحاصصة ، أبَعد هذا يطلب هؤلاء تمثيلاً للثوار، فمن أحق بتمثيل الثوار، من قادوا حراكهم وتحملوا تبعاته أيام القتل والسحل والتنكيل ، أم من قفزوا من المركب الغارقة ولا تزال ثيابهم “مبتلة”.. ياخ ما تحمدو الـله إنكم ماغرقتو.. الـلهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.