صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إضراب وتفنن في الوان إضرابك !!

18

فيض وانحسار

حواء رحمة

إضراب وتفنن في الوان إضرابك !!

 

الجيل الراكب رأس حددها مع المجلس العسكري وأثبت أن الشعب بأكمله عندما يركب رأس أو (يدق جرس) ماف شيء بوقفه، لسنوات ظل النظام المخلوع يشكك في قدرة الشعب السوداني على التغيير أو حتى الخروج إلى الشارع، وكان القيادي بالمؤتمر الوطن نافع علي نافع يهدد ويوعد (الحسوا كوعكم)، آخر يقول (البمد راسوا بنقطعوا ليهوه) وكثير من التهديد والوعيد للمواطنين، واستفزاز مستمر وانتهاك للحقوق دون خوف أو تردد، وظن منسوبو الحزب الحاكم بأنهم سيواصلون في انتهاكاتهم وجرائمهم في حق الشعب السوداني وقد بصموا على أنهم سيستمرون في كرسي السلطة غصباً عن أنف الشعب ولكنهم فشلوا وسقطوا في شر أعمالهم، ولم تشفع لهم وعودهم وتصريحاتهم المريضة المشبعة بروح الأنانية.
إن إعلان الإضراب العام جاء كالصاعقة على رؤوس من يمسكون بزمام المجلس العسكري الذي فرد جناحيه محلقاً في الأيام الماضية (تطير طيارة وترك طيارة) فقد دشن أعضاؤه رحلات سياحية وأخرى تضامنية لعدد من الدول، متجاهلين بأن هذا الشعب لديه كلمة وإرادة، وكما قال المثل (البيت محروس وستو تكوس) فبينما أعضاء المجلس يطيرون ويركون كان الشعب السوداني قرر أن يركب رأس مرة آخر وينفذ إضراباً عاماً شمل كافة القطاعات ووجد تجاوباً كبيراً من المواطنين والموظفين والعاملين بالدولة، فدخل المجلس في حرج مع نفسه وأصبح يغني (ياريت لو سمعت الكلام) ولكنه (اتلوم واتكوم) وهزم نفسه بعنادة وتجاهله !!
هذا الشعب المعلم لا يمكن تجاهل كلمته ويجب على المجلس أن يحترم إرادته، وتحقيق الدولة المدنية التي يحلم بها، فقد أثبت (العسكر فشلهم) طوال السنوات الماضية من عمر السوداني ولم يقدموا له إلا مزيداً من التدهور والتراجع إلى الخلف، فإن إصرار العسكر على تولي السلطة وترك مهامهم الاساسية، يعد الطمع والجشع بعينه، وأنهم أدمنوا رائحة الفساد والحكم بالقودة والعنترية.
لقد حقق الإضراب هدفه الأساسي بنسبة كبيرة وأدخل المجلس في حيرة من آمرة وأوصل إليه رسالة بأن الشعب السوداني إذا أراد لا أحد يستطيع أن يفرمله او يقف امامه، فقد سأم الذل والهوان ولا يمكن أن يتراجع عن مكاسب الثورة التي صنعها ورواها بدماء أبنائه لن يورث هذا الكفاح والثمن الغالي لـ(لعسكر مرة أخرى) ويكون السودان تحت (حكم البوت) بلا رحمه ولا شفقة، ولماذا يخاف المجلس من (المدنية) ويكنكش في الكرسي كما فعل سلفه وكأن الحكاية ورثة ووصاية لذا لا يرد المجلس أن يسلم المدنية، فإذا لا يرد أن يسلمها سيجد مزيداً الإضرابات والعصيان والصبة الأبدية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد