تحكي الطرفة أنّ امرأة جاءت الى الوالي أيلا تشكي قلة الفئران في منزلها، فسألها الوالي عن عنوان منزلها والحي الذي تقطن فيه، ثم نادى معاونيه وأمر أن يرصف الطريق أمام بيتها بالأنترلوك….!!
الطرفة تحكي عن اهتمام الوالي بالقشور وإهماله التنمية، حرصه على المظاهر وإغفاله الجوهر، انشغاله بشركات الانترلوك وابتعاده عن معاناة المواطنين…..!
ليس ذلك فحسب، بل أنك اذا سألت أياً من مواطني ولايتي البحر الأحمر والجزيرة (أهل الوجعة) عن إنجازات الوالي أيلا لن يغادر الأمر مربع الانترلوك، لذلك كان حريٌّ ان تتم تسمية الرجل ب (والي الانترلوك)، لا تنمية ولا رفاهية ولا رفع جوع ومسغبة وحرمان ولا حل للمشاكل الجوهرية الأساسية العميقة (مشروع الجزيرة)، و(مياه بورتسودان)..فقط أنترلوك…. يا له من إنجاز …!
مياه بورتسودان وعلى الرغم من انها مشكلة اتحادية، الا ان الرجل لم ينفك يخدر المواطنين باقتراب حلها حتى غادر منصبه وبورتسودان عطشى…..!
في زيارة لي إلى ولاية البحر الأحمر، قابلت مواطنين في الأطراف أشبه بأصحاب الكهف لا علاقة لهم بالحياة المدنية البتة، لا يعرفون شيئاً عن التنمية والعمران والتكنولوجيا والصحة والتعليم، بل لا يعرفون رجلاً اسمه أيلا……!
أما الجزيرة التي كانت خضراء فيكفي ان أصبح قطنها تذروه الرياح.. لا مقدرة على الانتاج ولا سيولة نقدية تغطي مشاريع الحصاد…
ولكن الوالي رؤيته تختلف، ليس المهم رفع مستوى الدخل وتخفيف الضائقة المعيشية والخبز (ابو ثلاثة جنيهات) وتعثر صرف مرتبات المعلمين والمستشفيات التي تأوي القطط والكلاب الضالة، ولكن المهم مهرجانات الرقص ومحاولة صناعة الفرح ووضع مساحيق التجميل على وجه الولاية البائس الممتلئ ندوباً وجراحاً ومعاناة، فصارت ولاياته ترقص كل عامٍ من غير ساق……!
الآن جاء الوالي الهمام رئيساً للوزراء، فهلل المهللون وصفق الصّفيقة وطفق المرجفون في المدينة ينشدون أبياتاً من الغزل والكذب البائن المستتر، وأنشد أنصار الانترلوك بالتغيير المرتقب المزعوم……!
ولكن الرجل سقط في اول امتحان له، سقط الرجل في امتحان تشكيل حكومة الكفاءات المتوهمة، وجاء مرة أخرى بالفاشلين القدامى وزراء الأقاشي، الذين يحاكون عامل الأقاشي المبتدئ لا يجيد رصف الفحم ولا توضيب عيدان الأقاشي، فتأتي النتيجة لحماً نيئاً ومحترقاً…..!