صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إدارة الموانئ .. ملف فني وليس أهلي

10

شهادتي لله

الهندي عزالدين
إدارة الموانئ .. ملف فني وليس أهلي


لو أن رئاسة الجمهورية ستراجع عقود الاتفاقيات التي أبرمتها خلال السنوات الماضية ، مثل عقد إدارة الشركة الفلبينية لميناء بورتسودان الجنوبي ، كلما طالبت مجموعة من المواطنين بالمراجعة ، لأسباب وجيهة أو غير وجيهة ، لألغت الحكومة كل اتفاقياتها مع المستثمرين الأجانب والمحليين !!
الدولة لا تُدار بهذه الطريقة ، والسيد “محمد طاهر أيلا” لم يأت رئيساً للوزراء ليلغي كل قرار اتخذه “معتز موسى” أو “بكري حسن صالح” ، بل جاء ليبني على ما أسسا وأنجزا ، ثم ينطلق بالسفينة إلى الأمام ، دون ولاءات جهوية أو عواطف قبلية .
إن نكوص حكومة السودان عن عهودها ومواثيقها مع الشركات الأجنبية القليلة التي أقبلت على بلادنا رغم المشكلات والعقبات والحصار ، ينسف كل ما تبقى من سمعة ومصداقية حكومتنا في محافل الاستثمار الدولية ، ويصبح الانطباع العام الخارجي أنها حكومة مترددة ، ومضطربة ، ومتنازعة ، فما يُبرمه رئيس الوزراء الثاني من عقود ، ينقض غزله رئيس الوزراء الثالث ، وما يُصدق به )والٍ( من مشروعات ، ينزعه خلفه الوالي ، حتى لو كان تصديقاً لبناء صالة أفراح أو حديقة أطفال ، دعك من ميناء بورتسودان !!
مشاريع الدولة الاقتصادية لا ينبغي أن تفتي فيها قيادات )أهلية( أو سياسية ، بل هي ملفات )فنية( بحتة ، يناقشها الاقتصاديون وخبراء الإدارة ، ويقرر فيها مجلس الوزراء ، وليس رئيس الوزراء منفرداً .
ميناء الحاويات في بورتسودان ، ميناء بائس .. وفقير .. ومتخلف ، قياساً إلى الموانئ من حوله ، من السويس وبورسعيد إلى الإسكندرية ومن ميناء العقبة الأردني إلى ميناء جدة السعودي .
أما ما يقال من حكاوي عن أنه يدر على خزينة الدولة عشرات الملايين من الدولارات سنوياً ، ربحاً صافياً ، فإنه محض تلفيق يُكذّبه واقع الميناء العاجز حتى اليوم عن استقبال وتخليص الحاويات بالسرعة المطلوبة ، كما يحدث في كل موانئ العالم من حولنا .
وإذا كان بعض الفاشلين في إدارات سابقة أو لاحقة في هيئة الموانئ البحرية يريدون أن يُبقوا الحال على ما كان عليه ، بتلك الرتابة والسلحفائية .. والكسل ، فإنهم إنما يضرون بالدولة ، ويهزمون بورتسودان المدينة التي آن لها أن تنطلق وتتحرر من قيود التقليديين من أهل العصر الحجري .
يجب أن تمضي الحكومة في فتح ميناء بورتسودان للاستثمار الأجنبي ، بكل ما هو متاح من تسهيلات وامتيازات وضمانات ، بما يحقق زيادة كبيرة في إيراد الخزينة العامة من عائدات الميناء ، وما يؤدي إلى نهضة ورفاهية “بورتسودان” التي ما زالت تحلم بمياه شرب صالحة ونقية .
افتحوا بورتسودان .. وحرروها من ربقة هؤلاء المتكلسين محدودي الأفق .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد