لتدرك عزيزي القارئ اية حقبة سوداء كنا نعيشها وأي دولة ارهابية كنا نقبع أسفلها وأي نظام سادي كان يجثم على صدورنا وأي لصوص ومرتزقة كانوا يحكموننا وأي زبانية موت كانوا يتاجرون بأرواحنا، لتعلم كل ذلك عليك بمتابعة وقائع محاكمة المتهمين بقتل استاذ احمد الخير بمحكمة جنايات ام درمان وسط برئاسة قاضي محكمة الاستئناف الصادق عبد الرحمن.
تخيل عزيزي القارئ انك وإن اطلعت على ويلات التعذيب والاحتراق في عهود هتلر وستالين، وصنوف العذاب في الباستيل وغوانتنامو ومحارق الصليبية وإبادات النازية، فإنه لن يخطر على بالك انه على مرمى حجر من كسلا الساحرة وخشم القربة الولوفة تتم أسوأ الجرائم ضد الإنسانية.
وحسب افادات المتحري (بعد أنّ وصل المعتقل ومعه بقية المعتقلين تمّ عزل المجني عليه عن بقية المعتقلين، وقام المتهم (37) بضربه وقال له: أنا ملك الموت).
في دولة المشروع الحضاري الاسلامي يقول احدهم انا ملك الموت (حقاً انها تربية حكومة الطغاة).
وأفاد المحقق بأنّ المتهمين طلبوا من المجني عليه استخراج بنطاله. وعندما قام بذلك تم تهديده بالاغتصاب، وقام المتهم الرابع بدلق التراب على وجهه.
وقال المتهم الرابع لأحد المعتقلين (سأقوم باغتصابك مثل ذلك)، وأشار بيده على المجني عليه. وقال للمعتقلين إنّه اختصاصي اغتصاب، وسيقوم بإدخال السيخة في دبرهم.
هذه طبعاً من ضمن التخصصات التي تفتقت عنها عبقرية اهل المؤتمر الوطني، مع تقدم العالم في مجال البحوث والتطور العلمي، فالسودان ايضاً تطور باستحداث تخصص خطير الا وهو اختصاصي الاغتصاب.
ولن نسأل عن اين تلقى دوراته التدريبية ومحاضراته وورش العمل حول هذا التخصص النادر والخطير في جهاز الامن والمخابرات حتى وصل الى مرحلة التخصصية تلك، ولكن نسأل عن ممارساته العملية وتطبيقاته لتلك النظريات، وهل تم الاكتفاء بالمعتقلين السياسيين ام ان الاختصاصي كان في اوقات فراغه يتدرب على اولى القربى؟!
هذه هي حكومة المؤتمر الوطني، وهذه مخرجاتها.. اختصاصي اغتصاب وملك موت، ويا للبؤس ويا للشقاء إنهم منتسبون لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
خارج السور:
قضية قتل وبهذه التجاوزات والانحطاط الفكري والأخلاقي يصل عدد المتهمين فيها الى (41) عضواً بجهاز الأمن.. الأمر يستوجب شيئاً واحداً لا غيره.. فتح تحقيق شامل ودقيق في كل وفيات المعتقلين السابقين، ولتكن البداية بنبش تلك الجثث.